للكرامة عنوان .. أسرى الحرية

رانيا لصوي
4 دقيقة وقت القراءة

أخشى أن أذكر أنه يومهم العاشر بلا طعام أو شراب، فأقع في فخ العدّ والعدد، وكأن معركتهم كما يصورها البعض “طويلة” ولن يرضخ الاحتلال أمام مطالبهم الكبيرة بهذه السهولة.

قد يكون هذا صحيحاً ولكن الى حينه هل فكرنا بعدد الشهداء الذين ممكن أن يكونوا أيضا من عدّ وعدد؟ هل فكرنا كم من الأوزان فقدوا من عدّ وعدد؟ هل فكرنا كم آه تختنق في الصدور من ألم عدّ وعدد؟

في غرفة باردة من كل شيء، فارغه من أي أمل، أو هكذا أرادها المحتل الصهيوني، وفي سجون وظيفتها قتل الروح المقاومة فيهم، كانوا دائمين الباحثين القادرين على اختلاق عالمهم الموازي المختلف، عالم من الحرية والأمل رغم أحكامٍ عالية، أو سلسلة من الاعتقالات بلا سبب تحت عنوان “اعتقال اداري” ، العزل الانفرادي و محاولة ايقاف الزمن، التعذيب وفنون التحقيق…

كل ما يتعرض له الاسرى في سجون الاحتلال الصهيوني من انتهاك للانسانية، ايلام وأوجاع لم يخلق منهم سوى مناضلين مقاومين يترأسون الصف الأول لحماية قضيتهم و القضية الفلسطينية.

الاعتقال الاداري

لم يتوقف الاحتلال الصهيوني العنصري عن ابتداع أساليب تقييد الحرية والإنسان ومحاولة قتل إرادة المقاومة والصمود لدى الفلسطيني في الدفاع عن أرضه فكان الاعتقال الاداري أحد أساليبة غير الإنسانية التي شرعها قانوناً فصله على قياس فاشيته وقمعه. فجعلت سلطات الاحتلال الصهيوني من الاعتقال الاداري سلوك ومنهج في تعاملها مع الفلسطيني لما يصل الى انه يكون عقاب جماعي لهم، فردا فردا، حيث أصدرت من انتفاضة الاقصى عام 2000 الى يومنا هذا اكثر من ثلاثين ألف قرار اعتقال اداري او تجديد اعتقال، استنادا لما يسمى بـ “الملف السري” والذي يكون سرياً حتى عن المعتقل نفسه أو عن محامية !

تعتقل سلطات الاحتلال الصهيوني في سجونها اليوم مايقارب 750 معتقل اداري دون تهمة واضحة او محاكمة.

#تجرأ_على_النضال_تجرأ_على_الانتصار

مع تنامي حالة التراجع الشعبي لدعم القضايا الوطنية، وماتلعبه السلطة اللاوطنية من دور في تعزيز التنسيق الأمني ومحاربة المقاومين والمقاومة أينما وجدت، وفي ظل حالة العجز لدى المؤسسات الحقوقية والانسانية، وغياب دور الفصائل في ما يخص قضية الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني، كان لا بد من صرخة تنزع الحق انتزاع، فما حك جلدك مثل ظفرك.. قرروا أن بأظافرهم يحفرون حريتهم وتحريرهم، ليس من أجلهم فقط، بل من أجل استنهاض الشارع الفلسطيني وتفعيل دوره اتجاه قضاياه الوطنية والمركزية ، فكانت الصرخة المدوية #لا_للاعتقال_الاداري ، مؤكدين أن من تجرأ على النضال، تجرأ على الانتصار …

وبقرار حرّ جسد بطولتهم بدأ 30 أسير وأسيرة معركتهم ضد المحتل بأمائهم خاوية من الطعام والشراب، وقرروا أن غذاء الروح والجسد هو …. الكرامة

قرارنا حرية

كانت صرخة أشاوس وأبطال، بدأوا المعركة رغم يقينهم بأنها لن تكون سهلة، مطالبهم المتدرجة والشاملة لإنهاء ملف الإعتقال الإداري بحق كبار السن والاطفال، بل وإنهاءه بشكل كامل، إضافة الى سياسات العزل الإنفرادي. أطلق نسور الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين صرختهم، آملين انضمام مختلف الأسرى والأحرار من شعبنا، والعالم كله، حسب إمكانياته وحسب ظروفه، معلنين أن الأسرى الثلاثون لم يبدأون معركتهم ضد الصهيونية العنصرية من أجل حياتهم الخاصة، بل من أجل كرامة وثوابت وطن بأكملة، مطالبين الكل الفلسطيني بالالتفاف والاسناد للأبطال المضربين في هذه المعركة الحرّة.

يا أبطالنا الأحرار، زدتم عن ثلاثين شمساً، فقد انضم لكم عدد آخر في الاسناد والدعم، أصبحتهم شموس حريتنا القادمة.

يا أبطالنا الأحرار رغم القيد، نشد على أيديكم، نتضامن مع أنفسنا واياكم، فأنتم قلعتنا المحصنة والمنيعة، أنتم بارقة أمل مستمرة بنورها رغم عتم الزنازين.

يا أبطالنا الأحرار لحمكم ودمكم دينٌ في رقابنا، بطولاتكم جرس يعري تخاذلنا، ويقرع جدران الخزان، وأنتم دائما كنت السابقون الراكضون نحو الحرية و المقاومة …

خلفكم ومعكم وبكم نتجرأ على النضال، نتجرأ على الانتصار

شارك المقال
  • عضو في حزب الوحدة الشعبية
  • ناشطة من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية
  • مهتمه في قضايا المرأة
  • رئيسة رابطة المراة الاردنية سابقا
  • مدونه في الشان الفلسطيني والمراة