لعبة التجسس … بيغاسوس والحقوقية هاله عاهد

رانيا لصوي
4 دقيقة وقت القراءة
المحامية الأستاذة هالة عاهد ذيب

نتضامن مع أنفسنا وليس مع الأستاذة هالة عاهد حصرا، استغلال المرأة والخوف من تحررها وقدرتها على تمكين نفسها وبناء ذاتها.

محاولة الخروج من بوقعة المجتمع الذكوري للوصول الى الاستقلالية والإنتاجية البناءة للمجتمع لا تزعج من حولنا فقط وانما وربطا في أن قضية المرأة قضية مجتمع ترتبط به جدليا وتقدميا، فإن من يستعمرنا ويسعى الى استغلال بلادنا ايضا يحارب أي تحرر وتقدم للمرأة وإن أطلق العديد من الشعارات الرنانة الكاذبة التي باتت تَشغلنا ولا تُشغلنا.. 


شهادة المحامية الأستاذة هالة عاهد ذيب

كمدافعة عن حقوق الإنسان، كنت مؤمنة أن الحقوق متكاملة ومترابطة ولا يمكن تجزئتها، وحتى حين كنت أُدرّب على قضية خاصة بحقوق الإنسان، كنت دائما استهل التدريب بسؤال: ما هو أهم حق من حقوق الانسان؟ لنخلص مع المتدربين لنتيجة أن لا حق أهم من الآخر وأن كل الحقوق ضرورية، ولا يمكن التمتع بأحدها دون الآخر. ولكن فجأة وحين علمت أن هاتفي مخترق، انتبهت للحق بالخصوصية لا بكونه مجرد حق نُعددّه مع الحقوق الأخرى وندافع عن حق الآخرين بخصوصيتهم، وإنما هو حق بانتهاكه، تشعر أنك مستباح، عار، وبلا كرامة، نعم هذا ما أشعر به الآن.

كثيرا ما كنت أردد أن لا لشيء لدي لأخفيه، ولكني اكتشفت أن الخصوصية بحد ذاتها هي حقي في أن أقرر ما هي المعلومات التي أريد مشاركتها مع الآخرين ومع من؟ ما الصورة التي أرسمها عن نفسي، وعلي أنا أن أحدد ملامحها وحدودها؟ كامرأة تصبح مساحات ما يمكن اعتباره خصوصية أكبر، وكامرأة في مجتمع محافظ تصبح أكبر وأكبر.

أشعر اليوم أنني في عزلة. لا أتواصل مع صديقاتي وأتجنب قدر الإمكان الحديث عبر الهاتف. أمارس نوع من الرقابة الذاتية (أحيانا) حين أتساءل ما التصرف الذي إن قمت به سيستفز الجهة التي اخترقت الهاتف وسيستخدم الاختراق ضدي عندها؟ كيف سيكون هذا الاستخدام؟ أعتذر عن لقاءات واجتماعات وأحيانا محادثات تجنبا لتوريط الناس في الحديث بحرية حيث قد يتم الوصول إليهم من خلال اختراق هاتفي، خاصة مع النساء اللواتي أتولّى قضايا لهن أو مع مدافعين آخرين ونشطاء.

لأول مرة، إن مشيت بالشارع أشعر بالخوف إن اقترب أحد مني أو صادف أنه يسير حيث أذهب، بت أقل تواصلا مع الناس وأقل حركة، وأتساءل هل هناك رقابة في منزلي، في مكتبي، في سيارتي، في الهاتف الجديد؟ باختراق الهاتف، أشعر أن لا مساحة خاصة بي لأعبر عن رأيي وأستمر في الدفاع عن القضايا التي أتولاّها وأعرف أنها ربما سبب الاستهداف، أعرف أن هذا ثمن لها وأني كان لابد أن أتوقعه وأنه لن يردعني عن مواصلة عملي، نعم ولكن لا أنكر أنه ثمن باهظ!

قلقي اليوم هو من كيفية استخدام هذا الاختراق. هل سيكون وسيلة لتهديد آخرين من خلال ما تم تحصيله من هاتفي؟ هل سيمارس الابتزاز ضدي أو مشاركة معلوماتي مع جهات أخرى؟ هل سيتم تلفيق قضايا قانونية ضدي أو تسريب معلوماتي وصوري منه؟

كامرأة، كثيرا ما تغدو مساحتنا بالتحرك، بالرغم من كوننا مدافعات عن حقوق الإنسان، محدودة.

اختراق كهذا يجعلها أكثر محدودية ويُصادر الفضاء الذي نحاول منه توسيع مساحاتنا، ويساهم في جعل حتى الدائرة القريبة من أهل وأصدقاء تساهم في ردعك وثنيك عما تقوم به، لأنهم من جهة يخافون عليك، ومن جهة أخرى، هم متضررين من هكذا اختراق.

المزعج نفسيا وعصبيا في موضوع الاختراق أنه لا يمُسّك وحدك، بل يمس آخرين، منهم من تقضي حياتك تدافع عنهم وتحميهم، وتتساءل كيف سيؤثر هذا عليهم، إما بنشر ما يخصهم، أو بالقلق والخوف الذي سيسبب لهم لمجرد أنهم عائلتك أو أصدقائك.

#لا_لاختراق_الخصوصية

#متضامنون_مع_هاله_عاهد

#مستمرون_حتى_استرداد_الحقوق

شارك المقال
  • عضو في حزب الوحدة الشعبية
  • ناشطة من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية
  • مهتمه في قضايا المرأة
  • رئيسة رابطة المراة الاردنية سابقا
  • مدونه في الشان الفلسطيني والمراة