لا عذر لمن أدرك الفكرة “كارثة اللويبدة”

رانيا لصوي
4 دقيقة وقت القراءة

في فاجعة لن تكون الأخيرة في وطننا الأردن، نفقد أعزاء علينا بسبب تقصير وإهمال، لا بل فساد مسؤول آخر ما يمكن أن يقوم به هو الواجب من عمله.

نقابة المهندسين ومحاولة التنبيه

في تاريخ 14/7/2021 تحديداً كان آخر الكتب الرسمية من نقابة المهندسين الأردنيين إلى أمانة عمان الكبرى، تُشير إلى استحداث وتشكيل لجنة إدارة مخاطر الكوارث والأزمات المعنية بتحديد البؤر الساخنة ضمن أمانة عمان الكبرى والبلديات التي تحتوي على مباني قديمة ومتضررة وآيلة للسقوط، وذلك للعمل على تقييم تلك المباني، ولمعرفة ما يتوجب عمله لها وتحديد من يلزم إزالتها تجنباً لخطر سقوطها والأضرار البشرية والمادية التي تسببها.

وبحسب كتاب نقابة المهندسين ذاته حدد المطلوب من أمانة عمان الكبرى الإيعاز لمن يلزم بتبني هذا الإجراء وتخصيص فرق مساحية للقيام بمسح وتحديد البؤر الساخنة ضمن أمانة عمان الكبرى، وتحديد المباني التي يتوجب إزالتها أو التي بحاجة إلى إصلاح، وتشير نقابة المهندسين إلى استعدادها التام لتقييم المباني باستخدام دليل المباني المتضررة الذي أعدته بالتعاون مع الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون.

هذه الصرخة التي لم تكن الأولى من النقابة وربما من جهات أخرى كأصحاب المباني أنفسهم لم تكن كافية لتحرك ساكنا في أمانة عمان الكبرى، وتنقذ ما يمكن إنقاذه قبل وقوع الكارثة.

Ketab
كتاب نقابة المهندسين الأردنيين لأمانة عمان

لماذا ندفع ضرائب ؟!

ضريبة المسقفات وهي إحدى أنواع الضرائب التي فرضتها الحكومة على المنشآت المسقوفة أي الأملاك العقارية مثل الأبنية السكنية والمؤجرة والأراضي الخالية والمعارض والمصانع والمباني، وتفرض هذه الضريبة بمجرد تملك الشخص لعقار ما، أو إجراء تغير على عقاره أو إتمام إنشاءه وصاحب العقار هو المكلف بالدفع أو المنتفع من العقار أو من يقبض بدل إيجار.

10% من قيمة هذه الضريبة تذهب لصالح أمانة عمان والمدن الأخرى، ومع ذلك لا يجد المواطن أي مردود للضريبة التي يدفعها ليس فقط في المباني!

هل من أسباب نعلق عليها الكارثة

طبيعة عمان وجبالها السبعة، تراتبية العمارات السكنية فوق بعضها البعض، التربة الطينية في بعض المناطق، تلاصق العمارات وتدرجها خاصه في شرق عمان وتراتبيتها على أدراج المدينة، كانت كل ذه الصفات مكامن جمالها وتميزها كمدينة عريقة.

اليوم لم تعد هذه الصفات للتميز، بل أصحبت معيقة لإنقاذ أحبة سقط عليهم بيتهم الآمن، ولم تتمكن فرق الإنقاذ من الوصول إليهم بالوقت المناسب. ولم يلتفت صاحب القرار إلى أن هذه الجماليات ممكن بالإهمال والفساد أن تصبح نقمه على الساكنين الهادئين.

سيناريوهات الإنهيار

طينية التربة، مشاكل في الصرف الصحي، أو بسبب أعمال صيانة في الطوابق الارضية للبناء.. أيّاً كان السبب المباشر للانهيار الذي وقع لا شك أن هناك ما كان ممكن فعله قبل ذلك لعدم الوصول إلى هذه الفاجعة وهذا ما يجب أن يبدأ قبل الإنتقال إلى فاجعة أخرى لا سمح الله ولا قدر.

الصدمة من رد الفعل

صورتين ملفتتين جدا …

الخصاونة يعتلي المشهد ويراقب من سطح عمارة مجاورة، وبين الأنقاض أصوات تطلب النجدة ووزير الصحة بأبهى صور إنسانيته يزور الناجين، إلى الآن من حادث سقوط العمارة في المستشفى.

انتهى المشهد

لربما في دولٍ تحترم مواطنيها، أبسط رد فعل على كارثة بحجم هذه، استقالة حكومة لم تتحمل يوماً مسؤولياتها.

مدينة الثقافة والياسمين

في مسؤولية اجتماعية مهمة أيضا، ومن الحرص على جمالية عمان القديمة، وفي صرخة أطلقها العديد من رواد جبل اللويبدة، ووسط البلد، جبل عمان، نحذر من تشويه المكان بسبب دخول الشركات العالمية إلى هذه الأماكن وما تفعله من تأثير سلبي بالمكان، الإهتمام بالحفاظ على المكان من الإنهيار المعنوي كما أهمية الحفاظ عليه من الإنهيار المادي.

صرخة في وجه أمانة عمان التي تخلت عن مسؤوليتها الأخلاقية والاقتصادية اتجاه المكان وانجرت إلى رأس المال، عليها أن تتنبه بأن الحداثة لن تكون يوماً مكان الحضارة.

شارك المقال
  • عضو في حزب الوحدة الشعبية
  • ناشطة من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية
  • مهتمه في قضايا المرأة
  • رئيسة رابطة المراة الاردنية سابقا
  • مدونه في الشان الفلسطيني والمراة