كوبا أول بلد في العالم في تحصين جميع الأطفال فوق سنتين
برغم تشديد إجراءات الحصار الاقتصادي، المالي، والتجاري من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، وأعباء جائحة كورونا الثقيلة، إلا أن كوبا تستمر في تحقيق نجاحات جديدة في نطاق الرعاية الصحية الوقائية، وآخرها ما أعلن يوم أمس 28 كانون الثاني 2021، عن استكمال تطعيم 100% من أطفال كوبا الذين تتراوح أعمارهم بين عامين وستة عشر عاماً.
أي ما يزيد عن مليون وستمائة ألف طفل، وبهذا تصبح كوبا أول بلد في العالم يحقق هذا الإنجاز باستخدام مطاعيم مصنعة محلياً.
أعلى نسبة تحصين وأقل نسبة وفيات
معروفٌ للجميع أن المراكز البحثية الكوبية المتخصصة بالتقنيات الحيوية وتصنيع المطاعيم “معهد فينلاي IFV” و “مركز الهندسة الوراثية والتقنيات الحيوية CIGB” تمكنت في ظروف جائحة كورونا من تصنيع ثلاثة مطاعيم هي Soberana 2, Soberana Plus, Abdala، أجيزت ثلاثتها من قبل “مركز مراقبة العقاقير والأجهزة والمعدات الطبية الحكومي CECMED” للاستخدام الطارئ، وقد نشر على موقع وزارة الصحة الكوبية أن هذه المطاعيم استخدمت في تحصين 88% من مجموع السكان حتى تاريخ إعداد هذا المقال، بمقدار 3 جرعات لكل شخص، و45% من السكان استكملوا تلقي الجرعة الرابعة، ما حقق احتواءً فعالاً للجائحة، بمعدل وفيات 0.81%، وهو الأقل في نصف الكرة الغربي، مقارنة بالولايات المتحدة الأمريكية (1.2%) والعالم (1.54%) والأمريكيتين (1.87%).
مطعوم المناعة الاستئصالية “مامبيسا mambisa”:
المطاعيم المستخدمة الآن وباختلاف مسمياتها وتقنياتها استطاعت توفير حماية عالية من شدة المرض، وتقليل الإدخالات للعلاج داخل المستشفى أو الحاجة للمعالجة في وحدات العناية الحثيثة، لكنها لم تستطع تحقيق هدف استئصال الفيروس من الوجود والانتشار وظهور نسخ مستجدة منه بطفرات جديدة، والتي قد تتطور إلى طفرات تصبح معها المطاعيم المتوفرة غير فعالة، ما يعني الحاجة المستمرة لتطوير وتحديث المطاعيم لتوائم الطفرات المستجدة المرشحة للظهور في المستقبل.
الأمل الجديد الذي تقدمه كوبا للإنسانية، ما اعلنه قبل أيام الدكتور “إدوارد مارتينيز دياز”، رئيس “بيوكوبافارما BioCubaFarma”، وهي “مؤسسة التقنيات الحيوية والصناعات الصيدلانية الكوبية”، عن إحراز إنجاز علمي واعد، وفي مراحل متقدمة من التجارب السريرية يتمثل باستخدام أول “مطعوم استئصالي لكوفيد” مضاد لفيروس “كوفيد 19“، أطلق عليه اسم “مامبيسا mambisa” ويعطى عن طريق الأنف، وما يميزه مقارنة بالمطاعيم الأخرى المستخدمة حتى الآن، أنه يُحَفِز تشكيل أجسام مضادة من نوع IgA ضد فيروس كوفيد 19 في نقطة التماس الأولى للفيروس مع جسم الإنسان، وهي الأغشية المخاطية التنفسية العلوية، وبالتحديد في منطقة فتحتي الأنف، ما يولد “مناعة الغشاء المخاطي الاستئصالية” التي تُحيد الفيروس، وتحول دون استكمال دورته في جسم الإنسان، وتمنع انتقال العدوى للأشخاص الأصحاء وغير المصابين.