في المشهد ..

رانيا لصوي
3 دقيقة وقت القراءة

ما فوق الركام وما بين صرخات الألم يُجلجل الشعب الفلسطيني، يكتمل المشهد.. وكأن فلسطين باتت درباً طويلا للآلام.. امتد من بحرها الى نهرها، فاض التراب بالدماء،  توشحت فلسطين السواد.. توحد الوجع.. توحد النصر

ليس لنا خيار، هي المقاومة والكفاح، هو النضال والتضحية ، ليس لنا من خيار سوى الاستمرار، نعض الجرح ونكابر، نقطف ورود العمر ونكابر، نزرع الامل فوق الركام ونكابر

يا درب الآلام .. من بين الركام والفقدان ، دمع الأمهات وصرخات الفاقدين ، سكتت أصوات الطائرات وضربات المدافع، ولم تسكت قلوب المقهورين، علّت نبضات القلب تستصرخ المفجوعين بالغياب، المثقلين بالتراب، لماذا ذهبتوا، لماذا بقيتوا تحت الركام وبين الرماد ..

يا طائر العنقاء اخرج من جديد ، ضمد جراحنا ، اشفي آلامنا..

تلك الحرية المحققة في الضفة الغربية والقدس علّت صرخاتها وغلّت أثمانها في غزه واكتمل المشهد، نتشارك الوجع ونتشارك الفرح والكُلُ بالكُلِ عنوان ..

انتصار للأقصى، وسعيا لحرية الأسرى… غزة كانت تعرف الثمن، وتعرف أن السداد جامع، لكن لا بد من اكتمال المشهد و وحدة الحال..

غزة التي ابكتنا حزنا وفرحا، منحتنا العز والفخر والاباء، كتبتِ فصلا جديدا للصمود ، ملحمة جديدة،  عنوانٌ آخر للقضية.. ولسان الحال “المقاومة جدوى مستمرة”

تسعة وأربعون يوم لم نحمل سوى الهمم ونرفع رايات العز، نهتف ونعلي صوتنا فخرا، لا مجال للأحزان والبكاء، نعض الجرح ونكابر..

لي اختٌ هناك تجلس على الركام والحجر، تحرس عظام الشهداء الباقيين هناك منذ زمن، تستنظر صدى الاصوات، وذكريات البيت الذي انهدم، تبحث عن صفحة جديدة للقصة .. تتمنى لو أن أحدا بقي يكتب الكلمة الأولى …

ولي ابنة هناك خرجت من زنزانة البرد والعذاب، رمت خلفها قصص التعذيب والحرمان، ليالي القهر والاعتقال، خرجت تحمل امنيات صباح جديد، ونوم هادئ دافئ بعيد عن السجان …
ومابين هذا وذاك .. تراب فلسطين يلملم الأوجاع، يضمد الجراح ويرسم صورة الأمل الجديد، النصر الجديد، الفصل الجديد..

هي رميةٌ أخرى .. جولة أخرى .. لنصر لا بد آت.. ونغني …

يا ديرتي حملوه , يا ديرتي شالوه , يا ديرتي وأشعلوا في القلب نيرانِ

يا قويعدٍ على الردم .. تحت الردم ابني

خلي الحجارة العظم .. فوق الردم ابني

ياصويحبي هالوطن .. حنا شراينه أرواحنا هي الثمن وبدمنا نزينه

اطلع معانا الجبل تلقى البواريدِ

الثورة شمس الأمل .. يا ثورتي قيدي

يا حيفا يا ميمتي بالعين خبيني .. لما يشحّ الفشك مرتينه عبيني

شارك المقال
  • عضو في حزب الوحدة الشعبية
  • ناشطة من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية
  • مهتمه في قضايا المرأة
  • رئيسة رابطة المراة الاردنية سابقا
  • مدونه في الشان الفلسطيني والمراة