في إطار عرضه في المناطق، استضاف مركز «معروف سعد الثقافي»، مساء اليوم، فيلم «فدائيين» الذي يعرض سيرة نضال الأسير اللبناني في السجون الفرنسية، جورج إبراهيم عبد الله.
بحضور فريق «فاكارام» الذي أنتج الفيلم، انطلق العرض بعبارة «من هم الفدائيون؟». الوصف سرعان ما يلتصق بالقضية الفلسطينية على غرار ابن القبيات. يتماهى عبد الله مع فلسطين كأنه وُلد فيها وشُرّد مع أهلها في النكبة عام 1948، وترعرع في مخيمات الشتات. فكيف يمكن تفسير تبنّي الرجل للقضية حتى آخر بقعة في الحرية؟
تتنقل المشاهد سريعاً بينه وبين فلسطين كأنهما وجهان لوطن واحد. مشهد من مسيرات العودة التي نُظّمت في الأراضي المحتلة في أيار 2018، ثم مشهد من اعتصام تضامني مع عبد الله من أمام السفارة الفرنسية في بيروت.
يقدم الفيلم فرصة للتعرف إلى عبد الله، ولا سيما للجيل الجديد. شقيقاه موريس وروبير تولّيا استعراض المسار الذي أوصل الأستاذ في وزارة التربية، في أكروم العكارية، إلى أسير لمدى الحياة في «سجن ليون» الفرنسي، كمؤسس لـ«منظمة الفصائل الثورية المسلحة اللبنانية». وما بينهما انتماؤه إلى «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» واستدعاء القضية الفلسطينية إلى آخر الحدود العكارية، لتعريف الناس على معاناة الشعب الفلسطيني، معتمداً على الراديو.
لم يكتفِ عبد الله بما قدمه لفلسطين في مخيم نهر البارد، حيث أقام في الجنوب المحتل، وجرح عام 1978 خلال تصدّيه للاجتياح الإسرائيلي. قرر تشكيل منظمة للكفاح المسلح للثأر لفلسطين خارج لبنان، الذي أُنهك بالحرب الأهلية حتى إخراج المقاومة الفلسطينية منه عام 1982.
يستعرض الفيلم عدداً من العمليات التي نُفّذت في فرنسا ونُسبت إلى مجموعة عبد الله وسواه ضدّ مسؤولين إسرائيليين وأميركيين. وبعد اعتقاله عام 1984 لحيازته أوراقاً ثبوتية مزوّرة، نُفّذت عمليات عدّة أُدرجت في إطار الضغط على السلطات الفرنسية لتحرير المعتقلين السياسيين، ومنهم عبد الله.
يوثّق الفيلم صمود عبد الله في قناعاته النضالية، رغم مرور عقود على وجوده في الزنزانة. قبل سنوات طويلة، سُئل عن اسمه فقال: «مناضل عربي»، وقبل سنوات قليلة، جدّد إصراره على خيار المقاومة وعودته إلى الكفاح المسلح في حال خروجه إلى الحرية.
في نهاية الفيلم، يكافأ بمشهد للمئات من مناصريه يتجمّعون أمام «سجن ليون»، يقرعون سياجه الشائك بالأحجار.
ماثيو جولو تحدّث باسم فريق الإنتاج، لافتاً إلى أن هدف الفريق الذي عمل عليه منذ 18 عاماً تعريف العالم على قضية عبد الله. الفيلم الذي أُنجز من تبرعات الناس، سوف يتنقل بين فرنسا وأوروبا إلى الولايات المتحدة الأميركية، دعماً للحملة الدولية للتضامن مع عبد الله.