غزة: “الدول الغربية متواطئة بالمذبحة”

د.موسى العزب
4 دقيقة وقت القراءة

على مدى الأيام الأربعة الماضية، تصاعد التضامن الدولي، وضاعفت هيئات الأمم المتحدة المختلفة من الدعوات للعمل من أجل وقف إطلاق النار.. فالوضع الإنساني في غزة “يقترب من أحلك ساعات للبشرية”، وفقا لمنظمة الصحة العالمية. وكانت مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة؛ فرانشيسكا ألبانيز قد أدانت صراحة تواطؤ الدول الغربية مع إسرائيل.

وأضافت أنا مصدومة حقًا. ولا يقتصر الأمر على عدم اتخاذ إجراءات لوقف جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكب في الأراضي الفلسطينية المحتلة. إنه في الواقع الدعم شبه الكامل وغير المشروط الذي قدمته الدول الغربية لإسرائيل، من خلال الاعتراف ليس فقط بحقها في حماية نفسها، ولكنها أقرت بأن حق إسرائيل في حماية نفسها يكون بأن تشن حرباً “عنيفة جدا” ضد الشعب الفلسطيني الذي تبقيه تحت الاحتلال، وكل هذا غير قانوني بالمطلق!

وأكدت بأن هناك أشخاص معروفين من العاملين في الأمم المتحدة، قد خبروا حالات صراع عنيفة في أحاء العالم، إلا أن أنهم متفقين على كونهم لم يشاهدوا شيئًا كهذا من قبل.

الجميع يقول: “إنه جحيم على الأرض”. يجب أن نوقف هذه المذبحة بحق المدنيين. ومن الواضح لنا نحن الذين تابعنا القضايا الإسرائيلية الفلسطينية منذ سنوات، أن الهدف هنا لم يكن القضاء على حماس كحركة سياسية فحسب؛ وإنما هو تصفية الفلسطينيين من قطاع غزة، وهذا ما صرح به السياسيون الإسرائيليون أنفسهم حتى قبل 7 أكتوبر.

الكثيرون في الغرب سواء من العاملين في مجتمع حقوق الإنسان أو خارجه يقرون بأن الدول الغربية متواطئة تماما وراضية تماماً عما قررته إسرائيل والولايات المتحدة، التي من الواضح بأن لها أهدافها الخاصة هناك.. ولكن ماذا عن الأوروبيين؟ فلماذا يتعين على الأوروبيين أن يتبعوا الأمريكيين باستلاب كامل، حتى لو كلفهم ذلك العزلة عن بقية العالم؟ فهذا الصراع لا يقتصر على منطقة واحدة، بل يضع الجنوب صراحة أمام حقيقة عداء الدول الغربية لقضايا الشعوب.

السؤال المطروح: ما الذي يمكن أن تفعله الحكومات لتغيير الوضع؟

ويجيب بعض العاملين في المؤسسات الدولية: علينا أولاً أن ندفع بنشاط من أجل وقف فوري لإطلاق النار واحترام القانون الدولي. لكن القانون الدولي لم يكن يُحترم قبل 7 أكتوبر وأصبح الأمر أكثر وضوحاً الآن. هناك ما يقرب من 17000 شخص قتلوا، وربما وصل العدد إلى 20000 شخص، لأن 3000 شخص ما زالوا في عداد المفقودين ومن المرجح بأنهم قد دفنوا تحت الأنقاض. فماذا ننتظر حتى نتخذ إجراءات جدية تجاه إسرائيل؟ على الأقل بوزن ما فعلناه ضد روسيا من تدابير دبلوماسية واقتصادية “منذ بدء حربها ضد أوكرانيا”.

ويضيفون: منذ عام 1967، تقود إسرائيل مشروعًا لا يمكن وصفه إلا بأنه استعماري، ويقوم على احتلال عسكري أسهم في تكريس المستوطنات الواحدة تلو الأخرى. واليوم هناك 300 مستوطنة، مما يؤدي إلى طرد الفلسطينيين من أراضيهم وإلى عنف ممنهج ضدهم؛ اعتقالات دائمة وتعسفية وتهجير قسري وقتل، هذه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
لماذا لم نفكر يوما في فرض إجراءات دبلوماسية أو فرض عقوبات اقتصادية مثلا؟
لا يوجد أي شيء من هذا القبيل عندما يتعلق الأمر بإسرائيل. إن الشكل الوحيد للسيادة الإسرائيلية في فلسطين اليوم؛ هو ارتكاب الجرائم، والإفلات من العقاب!!

متابعات صحفية
عمان 13 كانون أول 2023

شارك المقال
متابعة
  • الدكتور موسى محمد عبد السلام العزب
  • * مواليد عمان/ في 2 أيار 1951.
  • * حاصل على شهادة البكالوريوس في الطب من جامعة وهران/ الجزائر في العام 1978.
  • * عمل في المستشفيات والمراكز الطبية للهلال الأحمر الفلسطيني في سورية ولبنان، حتى العام 1982.
  • * حاصل على شهادة التخصص العليا في أمراض النساء والتوليد من الجامعات الفرنسية عام 1986.
  • * عمل طبيباً إختصاصياً لأمراض النساء والتوليد في مستشفى الهلال الأحمر الأردني لمدة 25 عاما، وعيادة خاصة حتى اليوم.
  • * عضو المكتب السياسي لحزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني.
  • * منسق الحملة الوطنية، "صحتنا حق".
  • * ناشط إجتماعي ونقابي وسياسي وإعلامي، لمدة تمتد لأربعة عقود.