حصد الكثير من الأرواح ولم يتوقف، وحش أوجده الفساد والقرارات الحكومية الفاقدة للتخطيط، اسمه طريق الموت إنه الطريق الصحراوي.
بدأ العمل على صيانته وتوسعته قبل ما يقارب الخمسة سنوات، هل يعقل أن تكون تكلفة هذا المشروع ما يقارب 325 مليون دولار وهو يفتقد للكثير من الخدمات؟
يبدأ الشارع من نهاية طريق المطار وصولاً للعقبة، قامت وزارة الأشغال بعمل صيانة وتوسعة ضمن مناطق محددة منه، أثناء العمل بهذا المشروع تم فتح عدد من التحويلات والتي كانت تفتقر للسلامة العامة وأدت إلى موت العشرات من الأردنيين.
يخبرنا أحد المواطنين والذي يقطن في منطقة القطرانة، المواطن “علي مطاوع” بحكم عملي في العاصمة كنت استخدم الطريق الصحراوي مرتين على الأقل كل أسبوع ذهاباً وإياباً من القطرانة إلى عمان وبالعكس.
وأضاف: “أثناء بدء العمل بمشروع الطريق الصحراوي كنا نعاني من التحويلات لأن الطريق يضيق فجأة بعد إشارة أمامك تحويلة وعدم وجود عاكسات كافية أدت إلى وقوع حوادث، أما بعد الصيانة قلت الحوادث لكن ما زال الطريق بحاجة الى المزيد من العمل”.
هدر للأموال دون نتائج
يبلغ إجمالي كلفة المشروع نحو 325 مليون دولار، منها 138 مليون دولار منحة من الصندوق السعودي للتنمية و105 ملايين دولار قرض من الصندوق نفسه والبقية تموله خزينة الدولة.
فهل يعقل بعد البذخ من خزينة الدولة وتحمل قرض سيترتب عليه دون شك عدم القدرة على السداد كالعادة أن يكون غالبية الطريق على امتداد ما يقارب 360 كيلو متر بدون إنارة؟
فما أن تقترب عقارب الساعة نحو السابعة مساءً يصبح الطريق مظلما بدرجة لا تستطيع أن ترى أمامك، اللافت للدهشة أن أعمدة الإنارة موجودة والأضوية أيضا فلماذا لا يتم إنارة الطريق بدلا من تلك الأرواح التي تزهق والخسائر المادية التي تحدث نتيجة هذا الإهمال؟
وبحسب الأرقام الرسمية فقد بلغ عدد الحوادث على الطريق الصحراوي خلال العام السابق 934 حادثاً منها 77 حادث وفاة، و789 حادث تصادم، نتج عنها أضرار مادية، و13 حادث دهس بدون وفاة، و55 حادث ممتلكات مادية تمثلت بضرب لافتات وأعمدة كهرباء على الطريق.
هل تكلفة إنارة هذا الطريق لا تساوي أرواح المواطنين أم أن هذه الأرواح ليس لها قيمة؟؟