طاسة ضايعة…

رانيا لصوي
3 دقيقة وقت القراءة
طاسة ضايعة
طاسة ضايعة

لم يعد جوهر حياتنا فايروس كورونا – اللعين – وأنا وبعد التعافي منه مؤخرا لا أشكك ابدا بوجوده، بل على العكس، انصح الجميع باتخاذ كافة أشكال الحيطة والحذر لمنع الإصابة التي تزيد في آلامها عن الأنفلونزا العادية بكثير.

كورونا موجود، ويجب أن نعمل جميعا من أجل أن يتعافى منه العالم، ولكن استغلال صحة الانسان وهذا الطارئ على حياتنا، بغض النظر عن فعل المؤامرة برؤوسنا، استغلال هذا الطارئ من عصابات رأس المال، الأنظمة والحكومات، أصحاب العالم الجديد الالكتروني، هؤلاء من جعلوا بداخلنا رد فعل يقبل إيجابيا الإصابة وقد يصل الى رفض وجوده أصلا.

عن الأردن تحديدا أتحدث، ليست الفكرة في غياب كورونا عن الحفلات الفنية والتجمعات الثقافية أو تواجده في المدارس والجوامع حصرا، منطق الأشياء يقول إنني اختار تواجدي بحفل فني او في صلاتي مثلا ولكن لن اختاره في استمرار عملية التعليم المدرسي والجامعي، وأنا التي أصبت وعشرة من محيطي بفايروس كورونا بعدوى التقطتها ابنتي من مدرستها.

المصيبة هي في اغلاق المدارس عندما كانت قضية نقابة المعلمين على النار، وفتحها عندما حُلّ الجزء الأكبر منها. المصيبة في دوام الجامعات ورفع الرسوم وابتزاز الطلاب ومن ثم منع التجمعات الطلابية حال ارتبطت بنشاطات الطلبة الرافضة للتطبيع.

المصيبة هي في فتح كافة مجالات الحياة بشكلها الطبيعي واستمرار قانون الدفاع. منع التجمعات والعمل الحزبي وبنفس الوقت الترويج لمخرجات تعديلات اللجنة الملكية لأهم قوانين مفاصل الحياة السياسية في الأردن واستغلال كافة منابر الاعلام الرسمي لمحاربة الأحزاب والحياة السياسية في الأردن.

حالة الارباك والتخبط التي أحكمتها الحكومة على الشعب، والافقار الممنهج، يهدف الى تمرير العديد من القضايا مثل التعديلات الدستورية، واتفاقية الطاقة مقابل الماء مع الكيان الصهيوني، والكثير من قضايا التطبيع العربي.

هل يعقل أن ينشغل الشعب الأردني بإقرار خطط التعليم، وابداء الرأي بآليات التعليم عن بعد أو الوجاهي، وأن تتصارع وجهات النظر على صفحات التواصل الاجتماعي، وفي ذات الوقت تغيب خطط وزارة التربية والتعليم منذ عامين – دخول كورونا حياتنا – الى يومنا هذا، ولا نجد سوى الحلول الاعتباطية المؤقتة والتي توائم مع سياسات الاشغال والتجهيل العنوان العريض لكل الحكومات المتعاقبة على حكم الوطن. في الوقت الذي نجد انقطاع ممنهج للمياه عن بيوت الأردنيين بهدف تعطيشهم ومن ثم تقبلهم لمياه قادمة من فلسطين المحتلة والمسروقة من الاحتلال الصهيوني.

لم يعد جوهر حياتنا فايروس كورونا ولا الصحة ولا التعليم، نحن اليوم نغرق بما يريدون تمريره، في ظل قانون الدفاع والاجبار على الالتزام بالتباعد “المزاجي” نفقد صلة التواصل والتوعية مع الجماهير، فنصبح في بلد يظهر وكأن طاسته ضايعه، ولكن هو بلد يغرق في التبعية وغياب السيادة.

شارك المقال
عضو في حزب الوحدة الشعبية ناشطة من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية مهتمه في قضايا المرأة رئيسة رابطة المراة الاردنية سابقا مدونه في الشان الفلسطيني والمراة

اكتشاف المزيد من نداء الوطن

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading