ذياب في كلمة أمام  المؤتمر الوطني العربي السادس لمجابهة التطبيع : “علينا تشكيل جبهة عربيه شاملة للتصدي للتطبيع وتداعياته”

نداء الوطن
5 دقيقة وقت القراءة

أكد الدكتور سعيد ذياب الناطق الرسمي باسم ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية ، أن المشروع الصهيوني لا يختلف بل يتوافق مع حركات الاستعمار الكبرى في العالم من حيث المنظور الناظم للمشروع القائم على المحو والالغاء للشعب الفلسطيني.

وأوضح ذياب أن مجمل التحولات التي يشهدها الكيان والمتمثلة بانزياحات مجتمعية نحو اليمين الديني والقومي، وما يجري من تطبيع عربي رسمي ليس إلا دليلًا على نجاحات اليمين الصهيوني وتجسيدا لعقيدة نتنياهو القائمة على مبدأ القوة لدفع العرب والفلسطينيين لفقدان الأمل بالانتصار بل والاستسلام بوجود الكيان وتهميش القضية.

وأشار إلى أن انعقاد المؤتمر السادس لمجابهة التطبيع من خلال جهود اللجنة بالتنسيق مع اللجان العربية ما هو الا دليل على وحدة الإرادة والعقل وتشكيل الاطار الواضح بتمكننا من هزيمة التطبيع ومجابهته.

جاء ذلك خلال مشاركته في المؤتمر الوطني العربي السادس لمجابهة التطبيع والذي عقدته اللجنة التنفيذية العليا لحماية الوطن ومجابهة التطبيع تحت عنوان “مجابهة التطبيع مع الكيان الصهيوني واجب وطني وقومي”، برعاية نقيب الأطباء نائب رئيس المجلس الأعلى للأطباء العرب الدكتور زياد الزعبي.

تاليًا نص كلمة الدكتور سيعد ذياب كاملة:

الإخوة أعضاء المؤتمر..

الإخوة أعضاء اللجنة التنفيذية لحماية الوطن ومجابهة التطبيع.

اسمحوا لي بداية أن أوجه التحية للرفاق أعضاء اللجنة التنفيذية على جهودهم في عقد هذا المؤتمر الوطني والقومي السادس.

أيها الحضور الكريم..

أولت لجنة التنسيق العليا لأحزاب المعارضة سابقًا وائتلاف الأحزاب القومية واليسارية حاليًا اهتمامًا جديًا للتصدي للتطبيع مع العدو الصهيوني، لذلك سعت ومبكرًا وبعد التوقيع على معاهدة وادي عربة عام 1994وبالتعاون مع النقابات والفعاليات الوطنية لعقد مؤتمر لانتخاب لجنة تنفيذيه تأخذ على عاتقها قيادة العمل الشعبي المقاوم للتطبيع.

ايها الرفاق..

للحديث عن التطبيع ومراميه وأخطاره يجب أن يأخذ في حسبانه؛

أولًا أن المشروع الصهيوني لا يختلف كثيرًا بل يتوافق مع حركات الاستعمار الاستيطاني من حيث المنطق الناظم للمشروع القائم علي المحو والالغاء، وهذا ما شاهدناه في بواكير المشروع الصهيوني من إلغاء لوجود الشعب الفلسطيني.

ثانيًا إن مجمل التحولات التي يشهدها الكيان والمتمثلة بانزياحات مجتمعية نحو اليمين الديني والقومي، وإن ما يجري من تطبيع عربي ليس إلا تجسيدًا لعقيدة نتنياهو على مبدأ القوة لدفع العرب والفلسطينيين لفقدان الأمل بالانتصار وبالتالي دفعهم للاستسلام (وهو المبدأ الذي بشر به جابوتنسكي مبكرًا).

يعتقد نتنياهو أن استخدام القوة وتهميش القضية الفلسطينية سيؤدي إلى تسليم العرب بوجود “إسرائيل” وعدم جدوى مقاطعتها، الأمر الذي يدفع الفلسطينيين الي التسليم والتوقيع.

لقد لاحظنا عند التوقيع على السلام الإبراهيمي ما قاله نتنياهو أمام الكنيست (هناك احتمالات للسلام غير القائم على تنازلات إسرائيلية، سلام قائم على ردع إسرائيلي دائم ومستند الي تعزيز دائم للقوة.)

ويري نتنياهو أنه وفي ظل واقع عربي منهار وواقع فلسطيني محاصر ومنقسم على ذاته، يغدو التطبيع أهم من أي وقت مضى، وهو الأكثر ملائمة للإجهاز كليًا على القضية الفلسطينية، وقتل الأمل لدى الفلسطينيين بالانتصار على الصهيونية.

أيها الحضور الكريم..

يأتي السؤال الهام، هل نجح نتنيياهو بقتل الأمل لدي الفلسطينيين بالانتصار؟

الجواب بحركات مقاطعة التطبيع ومحاصرته والانطلاق من الفلسفة القائلة إن الوجود الصهيوني ارتبط أساسًا عدا عن الأهداف الصهيونية، بمنع التوحد وبناء الذات والتقدم والتطور، والسير بعيدًا عن كل أشكال التبعية، لذلك تبرز أهمية وضرورة حركات مجابهة التطبيع، وأنها دفاعًا عن الذات في كل قطر عربي.

وفلسطينيًا؛ كانت معركة سيف القدس محطة هامة في النضال الفلسطيني عكست وحدة الشعب الفلسطيني، ومشاركة فاعلة للجزء المحتل عام٤٨.

إن ما تبع تلك المعركة من تطور في عملية المواجهة وصولًا إلى ما يعرف بعرين الأسود وكتيبة جنين، مؤشرات على أننا أمام حالة ثورية متنامية، تنبئ بفشل سياسة بيني ونتنياهو ومن خلفهم بن غفير، وأن الفلسطيني لن يفقد الأمل.

أيها الرفاق..

لقد أوجز المفكر القومي ساطع الحصري أسباب الهزيمة والنكبة وقال: لقد هزمت الجيوش العربية السبعة لأنها كانت سبعة.

بما يعني استنكارًا للفرقة والانقسام والدعوة الي تحويل هذا التفرق والانقسام العربي الي توحد، لأن الوحدة هي التي توفر أفق الانتصار.

وبناء على ذلك فان جهودكم للتنسيق مع لجان مجابهة التطبيع العربية وصولا الي وحدة الإرادة والفعل والإطار، تستحق الثناء لأنها هي التي تمكننا من هزيمة التطبيع ومروجيه وخلق المقدمات للتحرر من التبعية وامتلاك عناصر القوة لدحر العدو.

أيها الحضور الكريم..

لجأت الأنظمة العربية التي أقدمت على التطبيع ومن أجل تمرير سياستها إلى ممارسة القمع والاستبداد لشعوبها، ومارست أقصى درجات التضليل والخداع لتبرير خيانتها للشعب الفلسطيني وشعوبها، من خلال ادعائها أن التطبيع مفتاح السلام وهو الذي يمنحها القدرة على الضغط على “إسرائيل”.

الحضور الكريم..

العبرة من كل ذلك هو العمل لتوحيد كل لجان مجابهة التطبيع العربية وتشكيل جبهة عربيه شاملة للتصدي للتطبيع وتداعياته.

اتمني لكم التوفيق في أعمال مؤتمركم هذا

عشتم وعاش الأردن

المجد للشهداء والمقاومة

شارك المقال
متابعة
محرر في صحيفة نداء الوطن