أُعلن أمس السبت، عن إشهار “الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن”، بمشاركة عدد من الأحزاب السياسية والشخصيات الوطنية ومؤسسات المجتمع المدني.
وأكد المشاركون في حفل الإشهار الذي أقيم في مقر حزب الوحدة الشعبية، على حق الشعب الأردني في الدفاع عن قضايا الوطن والأمة واعتبار أن دعم المقاومة هو دفاع عن الأردن وحماية له، مشددين أيضا على حق الشعب الفلسطيني في المقاومة حتى يتحقق التحرير والعودة إلى أرضه، وتعزيز ثقافة المقاومة لدى الأجيال لمواجهة العدو.
وفي كلمة ترحيبية ألقاها الدكتور سعيد ذياب الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية بافتتاح الحفل استهلها بالترحيب وشكر كافة الجهود المبذولة من الأحزاب والفعليات الوطنية لتشكيل هذا الملتقى.
وقال الدكتور سعيد بأنه من يمن الطالع أن تكون لحظه اشهار هذا الملتقى، في شهر اذار، شهر المقاومة والنضال، شهر التمسك بالأرض والوطن، وشهر معركة الكرامة، حيث كان فيها إرادة المواجهة والصمود والانتصار.
وفي اذار أيضًا يوم الأرض، حيث أثبت فتية فلسطين في الجزء المحتل من أرضنا في الـ 48 تمسكهم بالأرض والوطن، باعتبارها كانت ولا تزال جوهر الصراع.
وأكد الدكتور سعيد أن دعم المقاومة وهذا اللقاء ليس مرتبط بواجب قومي فحسب، بل هو انطلاق من رؤيا وطنية أردنية.
وأشار ذياب إلى أن العدو الصهيوني بقدر ما يشكل خطر حقيقي على فلسطين، هو خطر على حاضر ومستقبل الاردن ويستهدفها بنفس القدر الذي يستهدف فلسطين، وأن كل من تابع وقرأ لحظات التشكل لهذه الكينات في المنطقة سيدرك الإصرار الصهيوني على تمسكه باستهداف الاردن.
وأضاف ذياب أنه لهذا السبب، كنا نلحظ أن الأطماع الصهيونية كانت تظهر بشكل متوازي مع تعاظم المقاومة أو تراجعها، فعندما كانت تتقدم المقاومة كانت تتراجع الاطماع الصهيونية، وعندما تتقلص وتراجع المقاومة تكشف الصهيونية عن أطماعها الحقيقية في الاردن.
وتابع ذياب ضمن هذا الفهم من أن الخطر الصهيوني خطر أردني داخلي، جاء تشكل هذا الملتقى الوطني من هذه النخبة الطيبة من الأحزاب والفعليات الوطنية لدعم هذه المقاومة.
ونوه بأن هذا الانطلاق لم يكن مقطوع الجذور عن التطورات والاحداث الإقليمية والمحلية، فكانت هناك معركة سيف القدس، واستهداف القدس نفسها وحي الشيخ جراح، وكان هناك السيل العارم من التطبيق الرسمي، وما يسمى بالسلام الابراهيمي، واتفاقية الطاقة والمياه بين الاردن والكيان برعاية إماراتية، إضافة إلى ذلك توقيع الاتفاقية بين الاردن والولايات المتحدة الأمريكية.
واوضح أن هذه المناخات كلها بشكل أو بآخر كانت تمس في كل لحظة السيادة الوطنية الأردنية، ومن ينكر خطر هذه الاتفاقيات أو المعاهدات على حاضر الأردن ومستقبله، هو في الجوهر يكابر ويريد أن يتغافل عن هذا الواقع من هذا الفهم.
ولفت إلى أن إشهار هذا الملتقى جاء ليشكل القطار الوطني الشامل التعبوي ضد التطبيع، ومن أجل تعزيز ثقافه المقاومة، ضد العدو الذي لا يرحم، وشواهد التاريخ على امتداد قرن كامل تدلل على ذلك.
وقال ذياب أنه إذا كانت هذه هي التحديات الداخلية، بالإضافة لاستهداف الدستور، واستهداف الحريات العامة والاعتقال السياسي اضافه لكل ذلك، فإن هذا الملتقى ينعقد بلحظة سياسية هامه على المستوى الدولي، والتي تتمثل بضعف وتراخي القبضة الأمريكية على العالم، وبالتالي الاستعداد لتبلور نظام دولي جديد ومتعدد الأقطار.
وتابع هذا الحال يفرض علينا كقوى وفعاليات وطنية الاستعداد لهذه المرحلة من خلال تصعيد نضالنا ضد الإمبريالية والصهيونية والاستعداد للاستفادة من تغيرات النظام الدولي بما يخدم مصالحنا الوطنية والقومية.
وختم الدكتور سعيد كلمته بالتحية للشعب الأردني وقواه الحية في نضالهم من أجل الحرية والديمقراطية، والتحية للشعب الفلسطيني الصامد، والأسرى الأبطال في سجون الاحتلال، والمجد للشهداء والخلود لذكراهم.
وتحدث خلال إشهار الملتقى عدد من الأمناء العامين للأحزاب الأعضاء في الملتقى وهم، أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي مراد العضايلة، وأمين عام حزب أردن أقوى رلى الحروب، وأمين عام حزب الشراكة والانقاذ سالم الفلاحات، وأمين عام حزب الحياة الدكتور عبدالفتاح الكيلاني، وأمين عام حزب المستقبل صلاح القضاة، وأمين عام حزب الشورى فراس العبادي، وجمال غنيمات عن اللجنة التنفيذية لحماية الوطن ومجابهة التطبيع، وربحي حلوم باسم الشخصيات الوطنية في الملتقى، ومحمد البشير باسم التيار الديمقراطي، وهشام البستاني عن الحملة الوطنية لإسقاط اتفاقية الغاز، ومحمد خير الكيلاني، والقاضي السابق لؤي عبيدات وعدد من الداعمين للملتقى.
ودان المشاركون ما وصفوه بـ “سقوط قيم عدد من الأنظمة العربية والهرولة للتطبيع مع الاحتلال، ما يمثل طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني وخيانة لمواقف الشعوب العربية الرافضة لكافة أشكال التطبيع مع الاحتلال، مشددين على الالتزام بدعم الشعب الفلسطيني وصموده على أرضه ومقاومته للمشروع الصهيوني الذي يتعهد فلسطين والأردن والأمة العربية والإسلامية، مع ضرورة تضافر كل الجهود لتقديم كافة أشكال الدعم للمقاومة الفلسطينية حتى تحقيق التحرير”.
وأضافوا أن “الملتقى سيعمل على مأسسة هياكله التنفيذية وهيكلة أعماله في لوائح عمل تنظيمية تمهيداً لمباشرة أعماله وتحقيق غايته وأهدافه، والملتقى يمد يده لمختلف القوى الوطنية والقومية والإسلامية ومختلف أطياف الشعب الأردني من الهيئات ومن الأحزاب والنقابات والشخصيات المشاركة ضمن هذا الملتقى”.