حذاري من ألاعيب الأمريكان، وتوابعهم من العربان!!

د.موسى العزب
2 دقيقة وقت القراءة

إنه صراع مفتوح على الأرض والهوية والسيادة، وهو صراع وجود ولا يقبل القسمة، ولا يحتمل التراجع، ولن تنجح مناورات الحلول المجتزأة!!

جوهر كل القرارات والإتفاقيات والمعاهدات والصفقات حتى الآن، يكمن في إجبار الطرف الفلسطيني والعربي، على الإقرار بالأمر الواقع الراهن والتراجع، قبل أن يقوم العدو بنقل خطوط هذا “الواقع” إلى مستويات جديدة لصالحه يتم رسمها وتحديدها بشكل إستراتيجي مسبق!!

يريدنا معسكر الأعداء أن نعتاد على أن الحالة الراهنة جغرافيا وديموغرافيا وسياديا، هي السقف الأقصى الذي من الممكن الحصول عليه من الحقوق و”المطالب”، إنتظارا لمرحلة لاحقة يقوم فيها الطرف المعادي بتهبيط هذا السقف، ويقضم الأرض والحقوق بشكل متدرج، على طريق تصفية القضية الفلسطينية.

تم شن عدوان 1948 لتهشيم حدود قرار التقسيم الدولي، وجاء قرار الهدنة ليكرس هذا التهشيم!!
حرب حزيران هشمت حدود 1948، وجاء قرار 242 ليكرس هذا التهشيم..!!

إتفاق أوسلو الذي وقعت عليه القيادة الفلسطينية، ومعاهدة وادي عربة، هشما حدود 1967، وجاءت مفاعيل صفقة القرن لتكرس هذا التهشيم!!

العدوان الهمجي على غزة جاء ليهشم حدود إتفاق أوسلو في القطاع، ويحدث إنزياحات ديموغرافية وسياسية كبيرة بعد أن هشمها في الضفة. والمشاريع الأمريكية الحالية تجيء لخرق الحدود الحالية، وإقامة أمر واقع جديد.

الإستراتيجية الصهيونية كانت واضحة دائماً، وقيادة السلطة المتنفذة، أضاعت الإستراتيجية والتكتيك، وخضعت للتكيف مع البرنامج تحت الوطني وخضعت لما يقبل به العدو، وتفرضه إملاءاته، وتواطؤ الرجعية العربية في تبديد كل الثوابت والخطوط. الوطنية والقومية.

نعم، نطالب بالوحدة الوطنية وإجماع الكلمة الفلسطينية والعربية، ولكن هل يمكن إنجاز وحدة وطنية فاعلة على برنامج الإتفاقيات والمعاهدات ونهج المساومات.

رغم التضحيات العظام؛ نحن نمتلك الآن مقاومة باسلة، وحاضنة شعبية إستثنائية، وصمود في الميدان، وقيادة مجربة وواعية، ومحور مقاوم فاعل ومؤثر.. ونمتلك من أوراق القوة والشرعية أكثر وأهم مما لدى عدونا المأزوم، والمطلوب وبشكل ملح أن تبقى شروط المقاوم وحلفائه أساس لأي حل، وليس أي مساق تفاوضي مشبوه، المطلوب إنهاء كل صلة بالإحتلال وأربابه ومنطق إذعانه ومؤامراته وإتفاقياته.. ولا يمكننا الحصول على نتائج مختلفة باللجوء إلى نفس السياسات المجربة والخاسرة!!

الوسوم
شارك المقال
متابعة
  • الدكتور موسى محمد عبد السلام العزب
  • * مواليد عمان/ في 2 أيار 1951.
  • * حاصل على شهادة البكالوريوس في الطب من جامعة وهران/ الجزائر في العام 1978.
  • * عمل في المستشفيات والمراكز الطبية للهلال الأحمر الفلسطيني في سورية ولبنان، حتى العام 1982.
  • * حاصل على شهادة التخصص العليا في أمراض النساء والتوليد من الجامعات الفرنسية عام 1986.
  • * عمل طبيباً إختصاصياً لأمراض النساء والتوليد في مستشفى الهلال الأحمر الأردني لمدة 25 عاما، وعيادة خاصة حتى اليوم.
  • * عضو المكتب السياسي لحزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني.
  • * منسق الحملة الوطنية، "صحتنا حق".
  • * ناشط إجتماعي ونقابي وسياسي وإعلامي، لمدة تمتد لأربعة عقود.