بعد اكتشاف نوع مختلف من مرض الجدري في جمهورية الكونغو الديمقراطية قادر على الانتقال بين البشر، أعلنت منظمة الصحة العالمية “حالة طوارئ صحية دولية عامة” يوم الأربعاء 14 آب.
الحديث الآن في الأوساط المختصة عن جائحة جديدة تهدد الكوكب؟ وقد اعتبرت منظمة الصحة العالمية أن الخطر مرتفع بما يكفي لتفعيل أعلى مستوى من التحذير الصحي!!
وفي ختام اجتماع مغلق للجنة الخبراء المختصة، أعلن مديرها العام تيدروس أدهانوم؛ “حالة طوارئ دولية للصحة العامة” في مواجهة المنعطف الذي اتخذه والوباء المعروف باسم “جدري القرود”. وهو ينتشر الآن في العديد من بلدان أفريقيا الوسطى، وسجلت حالات منه في الباكستان، كما ظهرت حالتين في أوروبا. لذلك ينبغي أن تكون وكالة الصحة التابعة للاتحاد الأفريقي قد دقت ناقوس الخطر وأطلقت دعوة لبدء العمل، قادرة على الاعتماد على التضامن الصحي الدولي من أجل “القضاء على هذه الآفة”.
وقد ثارت الضجة الحالية بسبب الانتشار السريع في الكونغو والعديد من البلدان المجاورة، لسلالة جديدة من الفيروس، أكثر تكيفًا مع انتقال العدوى من إنسان إلى إنسان عبر الاتصال الجنسي، كما سجلت حالات نادرة عبر الجهاز التنفسي.
وأظهرت إحصائيات مثيرة للقلق نقلتها السلطات الصحية بأنه تم الإبلاغ عن 14000 حالة إصابة بهذا الجدري خلال الأشهر الستة الأولى من العام في الكونغو وحدها، أي ما يعادل العدد المسجل في عام 2023 بأكمله. وكنتيجة طبيعية لهذه الطفرة الفيروسية، تم الإبلاغ عن 511 حالة وفاة خلال النصف الأول من العام. والأسوأ من ذلك أن الوباء ينتشر بسرعة إلى الجوار.
وهكذا فقد تم تسجيل حوالي 40 ألف حالة إصابة في 16 دولة أفريقية منذ بداية العام 2022، و1456 حالة وفاة، بزيادة بلغت نسبتها 160٪ مقارنة بعدد الحالات للعام السابق.
الفيروس أكثر عدوى وخطورة. ويقدر معدل وفياته بـ 3.6%. ومن علاماته السريرية ترفع حروري، وظهور طفح جلدي وتدرن في جميع أنحاء الجسم، بينما تميزت السلالات السابقة بطفح جلدي وآفات موضعية على الفم أو الوجه أو الأعضاء التناسلية.
لا يوجد دواء علاجي للوباء، وتعطى مضادات الفيروس لتخفيف حدة الإصابة، بينما يمكن للمطاعيم أن تحد من انتشار العدوى، ويقول مختبر الأدوية الدنماركي بافاريان نورديك إنه مستعد لإنتاج ما يصل إلى 10 ملايين جرعة من اللقاحات بحلول عام 2025. وفي اليوم التالي، كان اسم الشركة يقفز بشكل كبير في سوق الأسهم المالية؟!
هل نحن أمام طفرات طبيعية، أم هي نتائج آثار التدمير المتسارع وغير المسؤول للبيئة، أم تلاعب رأس المال العالمي بصحة الكوكب والإنسان من أجل الإثراء السريع على حساب صحة البشر؟!!