ثأر الأحرار .. نصر عشية ذكرى النكبة

رانيا لصوي
5 دقيقة وقت القراءة

انتهت الجولة ولكن لم تنتهي المعركة، ولم تنتهي فصولها الطويلة، سجلت المقاومـ.ـة الفلسطينية نصرا جديدا بدماء ثلة من الشهـ.ـداء الأبطال والكثير من الأسئلة التي بقيت مفتوحة برسم الإجابة، البحث والتدقيق؟

سياسة الاغتيالات التي ترتبط بعنصر هام ومهم هو العميل والقدرة على الاختفاء، لماذا وكيف تم اغتيال هذه الأسماء الكبيرة؟ وإلى متى نُغفل ونتغافل عن محاسبة العملاء والجواسيس ليكونوا عبرة لمن لم يعتبر بعد!!

معركة على الأرض ومعركة في الإعلام ..

خاضت فصائل المقاومة من خلال غرفة العمليات المشتركة حربها مع الكيان المحتل، وأثبتت تكتيكا جديدا أخرت فيه الرد المنتظر وأربكت الاحتلال، وكما الفئران زرعتهم في ملاجئ..

في جولات سابقة كانت سياسة عض الأصابع هي الفيصل، وقدرتنا على قضم الأيدي كبيرة، نحن شعب يزغرد لشهدائه ولا يزيده ذلك سوى قوة وقدرة على الاشتباك، لذا كان تأخر بداية الرد لـ 35 ساعة أربكت العدو فعلٌ جيد حصدت نتائجه فصائل المقاومة.

على الصعيد الأخر كان هناك معركة مختلفة، للأسف باتت مكررة، مستهلكة، فمنذ بداية الجولة والصد والرد، وعلى حساب الخبر وحجم التأثير، يكون التركيز الإعلامي الأكبرعلى شروط التهدئة المرتقبة وحيثيات التفاوض ووقف إطلاق النار..

على أهمية البعد السياسي لأي فعل عسكري بأي جولة مواجهة بين المقاومة والكيان المحتل، إلا أن الاهتمام بالنهايات على حساب الخبر اللحظي وتحليله وتناول مجرياته لم يعد شيئا جديدا ولا مفيدا، تتشابة التغطيات و تختلف السنين فقط.

التركيز على الرد وطريقته وتوقيته أيضا حرب إعلامية ليست في مكانها، فنحن نتناول هنا قضية شعب وأرض محتلة تتعرض بشكل يومي للاعتداء من كيان محتل وغاصب، وتناضل بشتى الطرق والوسائل من الحجر إلى الصاروخ وكل أشكال الصمود هي رد.

مراكمة المقاومة وقدرتها في كل مرة على مفاجئة العدو الصهيوني بقدراتها هي الإنجاز الميداني الذي يتفوق على السياسي وماهية شروط وقف إطلاق النار، ومن هنا نرى أن المقاومة في كل جولة قتال تحقق نصرا جديدا رغم أعداد الضحايا من المدنيين وقادة الميدان.

حرب في وسائل التواصل الاجتماعي

لا يمكن لنا في مكان إغفال أهمية مواقع التواصل الاجتماعي وقدرتها على خلق الرأي العام وتحريكه باتجاه طرف ما، وباتت هذه من المعارك الهامة التي يخوضها الاحتلال الصهيوني و أعوانه في العالم وبشكل يومي غير مرتبط بأي جولة من جولات الصراع مع المقاومة.

ولكن وعند الاشتباك باتت مواقع التواصل الاجتماعي مؤشر على حدة الاشتباك و انعكاس للصراع الدائر على الأرض، أما عن الصهيو-إمبريالية وعملائها فهم يحكمون السيطرة على هذه الأدوات وتشدد القبضة على كل من يدعم المقاومة بكل أطيافها ومحاروها.

هذا الطبيعي، ولكن من غير الطبيعي أن يصبح الفعل والعقاب على وسائل التواصل الاجتماعي هو شكل النضال الممكن والقادرين عليه بل أيضا أصبحنا نتغنى به على حساب غياب الفعل على أرض الواقع، وهذا يطلق لنا سؤال مدوي لماذا تركت الحصان وحيدا يا ابن أمي؟

قواعد الاشتباك واستدامته ..

لم تنتهي المقاومة ولم يستطيع الكيان الصهيوني إنهاء حركة الجهاد الاسلامي التي استهدفها بشكل مباشر ووقح سواءً باغتيال الشيخ خضر عدنان في الضفة، أو استهدافها عسكريا وقيادتها في غزة، بل حتى اللحظة الأخيرة ومابعد دخول التهدئة كرست وأصرت المقاومة وحركة الجهاد الإسلامي على أن تكون الكلمة الفصل فلسطينية، والطلقة الاخيرة فلسطينية .. إذاً لم يتحقق الهدف رغم أن الضربة موجعة.

الكيان الصهيوني الذي بدأ المعركة، حدد أهدافه، كان معنيا تماما بأن لا تطول، كي لا تشكل ضغطا على حركة حماس للإنخراط في المعركة، فوجئ بقدرات المقاومة الذاتية عسكريا والمتطورة والقادرة في كل مرة على خلق معاييير جديدة للمعركة، وهذا النصر.

حماس خسرت إذ أدارت اللعبة سياسيا فقط، المشاركة في القرار الميداني، والمساهمة في وحدة الفعل دون فعل لا تجدي، ولم تشكل عنوان مقاومة بل جزء من تكريس دورها كسلطة.

نسور كتائب الشهيد أبو علي مصطفى لها ما تحصده في كل معركة وجولة مع الاحتلال الصهيوني على صعيد خاص، الإنخراط في المعركة منذ اللحظة الأولى إلى نقطة الصفر، تقديم الشهداء الأبطال، التضحية والقدرة على العطاء رغم عظم الهجمة والضربات المتتالية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، اعتقال قادتها وقواعدها… خير مثال لحالة من التجذر والصمود، البقاء والعطاء، فلا سياسات الاغتيال ولا الاعتقال ولا الزنازين تعيق من أراد الكفاح المسلح له نهجا… التحية للرفاق.

لم تسقط الراية ولن تسقط المقاومة، نبقى بعزة مادامت غزة بنصر، ثأر الأحرار نصر جديد في ذكرى النكبة لنؤكد أننا هنا وسنبقى.

الوسوم
شارك المقال
  • عضو في حزب الوحدة الشعبية
  • ناشطة من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية
  • مهتمه في قضايا المرأة
  • رئيسة رابطة المراة الاردنية سابقا
  • مدونه في الشان الفلسطيني والمراة