أعربت وزارة الشؤون الخارجيّة والهجرة والتونسيين بالخارج عن بالغ استغرابها من التصريح الذي أدلى به الرئيس التركي أردوغان بخصوص تونس، واعتبرت أن هذا التصريح تدخلا غير مقبول في الشأن الداخلي، ويتعارض تماما مع الروابط الأخويّة التي تجمع البلدين والشعبين ومع مبدأ الاحترام المتبادل في العلاقات بين الدول.
وأضافت الوزارة أنها “تُذكر بأن تونس بقدر التزامها بثوابت سياستها الخارجية وحرصها على بناء علاقات وثيقة مع الدول الشقيقة والصديقة قوامها التعاون والتضامن والتشاور والثقة المتبادلة، فإنها أيضا تتمسك باستقلال قرارها الوطني وترفض بشدة كل محاولة للتدخل في سيادتها وخيارات شعبها أو التشكيك في مسارها الديمقراطي الذي لا رجعة فيه”.
وأكدت أن “تونس دولة حرة مستقلة والشعب فيها هو صاحب السيادة وهو المخول الوحيد لاختيار مسار تحقيق الحرية الحقيقية التي تحفظ أمنه وتصون كرامته وتدعم حقوقه وتعزز كل مكاسبه وتقطع مع رواسب الماضي ومع مسار الديمقراطية الشكلية التي لا علاقة لها بإرادة التونسيين والتونسيات”.
وفي سياق متصل أجرى السيد عثمان الجرندي، وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج يوم الثلاثاء 5 أبريل 2022، اتصالا هاتفيا مع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، كما تم استدعاء السفير التركي بتونس إلى مقر الوزارة وذلك على خلفية التصريح الأخير الذي أدلى به الرئيس التركي حول الوضع في تونس.
وفي تغريدة له على تويتر كتب الجرندي:”أجريت اتصالا مع وزير خارجية تركيا كما تم استدعاء السفير. أبلغتهما رفض تونس تصريح الرئيس أردوغان واعتباره تدخلا في الشأن التونسي وأن علاقات البلدين يجب أن تقوم على احترام استقلالية القرار الوطني واختيارات الشعب التونسي دون سواه وأن بلادنا لا تسمح بالتشكيك في مسارها الديمقراطي.”
وبحسب بيان صحفي نقلته وكالة الأنباء التركية “الأناضول”. قال الرئيس التركي أردوغان إن “حل البرلمان المنتخب في تونس يشكل ضربة لإرادة الشعب التونسي”،
وأعرب عن تمنيه أن “لا تؤدي هذه التطورات إلى إلحاق الضرر بالمرحلة الانتقالية الجارية نحو إرساء الشرعية الديمقراطية في تونس”، وتابع: “نولي أهمية لتنفيذ خارطة الطريق المعلنة بشأن الانتخابات”.
وأكد ثقته أن “العملية الانتقالية لا يمكن أن تنجح إلا من خلال حوار شامل وهادف تشارك فيه كافة شرائح المجتمع، بما في ذلك البرلمان الذي يجسد الإرادة الوطنية”. وأن “تركيا ستواصل الوقوف إلى جانب تونس وشعبها الشقيق والصديق في هذه المرحلة الحرجة”.