كشفت صحيفة الاخبار اللبنانية، أن قوى الأمن الداخلي اللبنانية فككت أكثر من 15 شبكة تجسس صهيونية، تنشط في مناطق مختلفة في لبنان وصولا إلى سوريا، في واحدة من أكبر العمليات الأمنية التي نفذت منذ عام 2008.
وذكرت صحيفة “الأخبار”، أن فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، منذ أربعة أسابيع، نفذ العملية الأمنية، بعد التنسيق مع النيابة العامة التمييزية وقيادة قوى الأمن الداخلي.
وأشارت إلى أنه رغم العدد الكبير من المشتبه فيهم بالتعامل مع “الموساد”، إلا أن العملية أحيطت بسرية غير مسبوقة عبر الإجابة عن أسئلة المراجعين بشأن أسباب التوقيفات بأنها حصلت على خلفية ملفات تزوير ومخدرات.
وبدأ الفرع أكبر عملية أمنية ضد التجسس، وتمكن خلال أربعة أسابيع من وضع يده على ملفات تتعلق بعشرات مشتبه في تورطهم بمد الاحتلال الصهيوني، مباشرة أو بصورة غير مباشرة، وبعلم أو من دون علم مسبق، بمعطيات تتعلق بأهدافه لا تنحصر فقط بجمع معطيات عن المقاومة ومراكزها، بل بعملية مسح شاملة تشمل أيضاً قوى المقاومة الفلسطينية الموجودة في لبنان.
واكتشف فرع المعلومات وجود اختراق للاحتلال داخل الفرع نفسه، وفي موقع شديد القرب من قيادته.
شبكة تجسس ومشتبه سوري و آخر عنصر في حزب الله
وتبين وجود خرق في حزب الله تمثل في تجنيد أحد عناصر التعبئة في الحزب شارك في مهام في سوريا. وقد أوقف “جهاز أمن المقاومة” المشتبه فيه، وتبين بالتحقيق معه أنه جند بواسطة منظمة ادعت أنها تعمل لمصلحة الأمم المتحدة، وتقوم بأعمال إحصاء ودراسات واستطلاع رأي.
وتم اكتشاف مشتبه فيه سوري موجود في دمشق، نسق “جهاز أمن المقاومة” مع الأجهزة الأمنية السورية لتوقيفه. وقد أقر بأنه كان يعمل على رصد مقار مدنية وعسكرية وتجارية، ويوفّر خرائط طرقات ومبان في دمشق، من دون أن يعرف الهدف من وراء جمع هذه المعلومات.
عدد من العاملين في منظمات وجمعيات اخترقتهم شبكة التجسس
وكشفت التحقيقات أن الكيان الصهيوني تمكن من اختراق عدد من العاملين في منظمات وجمعيات غير حكومية وتجنيدهم لجمع معطيات عن الوضعين السياسي والاجتماعي، ومعلومات عن عقارات ومنازل في الضاحية الجنوبية وفي الجنوب، إضافة إلى معلومات تقليدية عن مراكز لحزب الله وبعض مراكز الجيش اللبناني، ومعلومات عن أفراد في حزب الله.
شبكة التجسس و مجموعات تابعة لحركة حماس
وتبين وجود عمل مركز على مجموعات تابعة لحركة حماس في مخيمات لبنان، مع طلب الكيان الصهيوني رصد قدوم أشخاص فلسطينيين من خارج المخيمات إليها، ورصد بعض الأمكنة التي يمكن أن تكون مخصصة للاستخدام العسكري.
وأشارت الصحيفة إلى أن من بين الموقوفين مهندسي اتصالات، وطلب من أحدهم التخطيط لتأسيس مراكز اتصالات في بيروت.
عدد الذين خضعوا للتحقيق معهم على مدى الشهر الماضي تجاوز الـ35 شخصا، وقد أُوقف نحو 20 منهم لدى فرع المعلومات، فيما يوجد موقوف لدى “جهاز أمن المقاومة”، وموقوف آخر في سوريا. وأطلق سراح من تبين أنهم يقومون بأعمال مشابهة لم يثبت أن لها علاقة بالكيان الصهيوني.
وقد أظهرت التحقيقات أن 12 من الموقوفين على الأقل كانوا على علم بأنهم يعملون لمصلحة العدو الصهيوني، وأن البقية كانوا يعتقدون بأنهم يعملون لمصلحة مؤسسات دولية أو منظمات غير حكومية.