تحريرها كلها ممكن.. وحتما

رانيا لصوي
4 دقيقة وقت القراءة

ربما نحن جيل حمل وعيه وتشكل منه الكثير في زمن الخيبة والاستسلام، زمن اوسلو و تمرير كافة اشكال التطبيع والتطويع لقبول العدو الصهيوني والاعتراف به تحت مسمى الواقعية..

و ربما نحن جيل لم يرى فلسطين، محظوظ بعضه الذي عاش مع أجداده وكبار عائلته ليسمع قصص تروى عن بلاده وقراه..

نحن جيل حرم من المعلومة والقصة  في زمن المد الثوري، ولم يتشكل وعبه وحصيلته من الثقافة الوطنية سوى إن سعى لها بذاته، اما من الحدث و الفعل فما يصلنا هو القليل..

أولادنا ولدوا في زمن الخيبة، المتاهة أو هكذا أرادوا لهم، رسموا خطط التجهيل والتغيير والانفصال الكامل عن كل ما يتعلق بقضية فلسطين.

لذا وفي هذه الأيام المجيدة علينا أن نقول أن الفرز بات واضحاً كما لم يكن يوما، إما أن تكون من أولئك الذين يعتبرون في أوسلو و ويلاته خيراً كثير من السلام والهدوء الظاهر، متجاهلا حصار غزة سنوات طوال، متجاهلا التنكيل و الاذلال لأهلنا في الضفة، متجاهلا كل مايعانيه أهل القدس من عدوان مستمر ،  أو أولئك الذي يجدون في الصراع مع الكيان الصهيوني حياة لنا وكرامة، ويؤمنون بأن المقاومة جدوى مستمرة.

لماذا اتطرق لهذا الفصل البديهي اليوم وأشير عليه بالإصبع؟

لأن من يرى في نفسه مقاوما يدعم مشروع مقاوم عليه أن يفهم وضوح الصورة ، طريق المقاومة له أثمانه الغالية، الكبيرة، الباهظة من الأرواح والبنيان ولكن لم تكن هي أداة الحسم يوما، ولن تكون معيار التفوق الميداني أو احقاق أي صورة من صور النصر.

يدخل العدوان على غزه في شهره الثالث، دمار لم يسبق له مثيل على أرض فلسطين، قتل وتدمير والكثير من الشهداء والاحلام والقصص، غزه ببشرها وحجرها رُفعت الى السماء..

ولكن في القياس … ما أعلن عنه الكيان الصهيوني من أهداف، وهنا لن أتطرق الى بيانات المقاومة الفلسطينية وفعلّها على لسانها حتى لا أتهم بالمبالغة في الأمل، في ضوء رصد الكيان الصهيوني أهدافه بتدمير حماس وانتزاع المقاومة الفلسطينية برمتها، استعادة الأسرى بالقوة، قلب الحكم في قطاع غزه!

أين هو من كل هذا.. أراه بعيدا كل البعد عن هذه الأهداف ولن يصل اليها مهما طال أمد الحرب، المقاومة  أعدت العدة وعلى العدو الصهيوني آجلا أن يعترف بالهزيمة.

أُمني نفسي بالصبر والقدرة على الصمود، والتسلح بالإيمان المطلق بحتمية النصر والانتصار، في كلٍ منا تناقضه ولحظات ضعفه أمام هول المجزرة.. ولكنه اليقين بأن المقاومة هي الطريق الصحيح،  وما تقدمه اليوم من صور إعجاز وصمود بات واقعا حلمنا فيه كثيرا .. اليقين بأن تحرير فلسطين ممكن هو جلّ ما نحتاج لنصبر ونحتسب النصر قادم لا محالَ.

في العالم الموازي من الصورة، استشعر طاقة الصمود في أجساد الأسرى التي ما اهترأت سنوات طويلة، مؤمنين بالحرية، والتي لم تجلبها لهم لا اوسلو ولا عهودها، ولا تطبيع الأنظمة العربية اللاهثة وراء عدو شعوبها، ولكن جلبتها المقاومة وستجلبها حتى تبيض السجون.

 تكامل الرؤية و وحدة الصورة تخرجنا من ذل محقق لم يبدأ من الحواجز وأفعال المستوطنين وتنكيلهم بالفلسطينيين، ولن ينتهي في خنوع الأنظمة العربية و تسويقها لسنين أن هذا عدو لا يقهر وعلينا الرضوخ لمعادلة الواقع.

المقاومة تحقق مرادها وأهدافها.. تجني حصادها وتقتلع وجود كيان سرطاني محتل من أرضنا.. نعم تحريرها كلها ممكن…

شارك المقال
  • عضو في حزب الوحدة الشعبية
  • ناشطة من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية
  • مهتمه في قضايا المرأة
  • رئيسة رابطة المراة الاردنية سابقا
  • مدونه في الشان الفلسطيني والمراة