اليوم وفي ذكرى إغتيال ناجي العلي ابن مخيم عين الحلوة، يوم وصلها لاجئاً عام ١٩٤٨ من قرية الشجرة..
نقول: يا ناجي، حنظلة لا يزال يحفزنا ويسخر منا ولم يمت، وما زلنا نبحث عن حنظلة في الصفحات الأخيرة للصحف، حنظلة الفلسطيني الذي أخبرتنا أنه لا يكبر منذ أن غادر فلسطين ولن ينمو إلا عندما يعود إليها، حنظلة يعلن استنكاره الشديد لحالة القرف المعمم، وهو يرشبك يديه خلف ظهره، ولن يلتفت للأمام قبل أن تعود الكرامة العربية، في كل مخيم حنظلة، وكل فتى فلسطيني حنظلة.
هكذا أودعته أيقونة لأحرار العالم، وصار رمزاً ثورياً تتحررياً، ينطق باسم الوجع الفلسطيني والمخيم الفلسطيني، وعلى لسان الإنسان البسيط، يروي للقراء سيرة فلسطين، النكبة والمخيم والسجن والمدن والصحف والحرب وبيروت بخنادقها وفنادقها وقيادتها، والخليج العربي والزعامات المتخاذلة والفقراء حتى استشهد غريبا في المنفى اللندني البارد.
ناجي ابن مخيم عين الحلوة الذي يليق بالعقول المبدعة أكثر من الملفات الأمنية، بالجمال الروحي الذي مثله ناجي وليس بوجوه كالحة ومسيئة للقضية. حمل المخيم إلى المدن وفلسطين إلى العالم، انضم ناجي شاباً لحركة القوميين العرب، و تبنى فكرها ومن بين أكثر ما انضبط تنظيمياً، وحمل مواقفها التي عبرت عن هموم الشعب، و شارك في إصدار نشرة الصرخة التابعة للحركة التي كانت تكتب بخط اليد، حتى عام 1961، و تعرض للسجن ثمناً للحقيقة، حتى جاء غسان كنفاني ليطلق اكتشاف ناجي العلي ونشر له إحدى لوحاته المرسومة على جدران المخيم في مجلة الحرية التابعة لحركة القوميين العرب عام 1961 .
لأن ناجي يقول الحقيقة. تفوق على نفسه. انها عبقرية تحريك الخطوط والأشكال دون تدخلات لغوية.. من أجل لغة عالمية، فناجي لا يرسم بريشته، إنه يجرح بمبضعه .
وكان ناجي رسام الكاريكاتير السياسي، يراسل صحيفة القبس الكويتية، وأثناء توجهه إلى مكتب الصحفية في غرب لندن في 22 تموز عام 1987، تعرض لهجوم غاشم، وأُطلق عليه عيار ناري أصاب عنقه، وقد فارق الحياة بعد شهر كامل من إصابته.
لروحه الحرة الجسورة، الرحمة والمجد