تحت شعار “أدباء المقاومة متاريس صمود ونصر” أقامت دائرة الثقافة والإعلام المركزي لحزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني أولى فعاليات أيام أدب المقاومة بتكريم الأديبين المناضلين غالب الهلسا وتيسير سبول.
حيث قدم الرفيق الدكتور موسى العزب عضو المكتب السياسي للحزب ومسؤول دائرة الثقافة والإعلام المركزي كلمة الترحيب بالضيوف وأهالي الفقيدين، وأشاد الرفيق الدكتور موسى العزب بالمثقفين المناضلين مؤكدا على أننا بهذه الفعالية، فإننا نكرم المثقف التنويري الملتزم الذي شكل حالة إلهام وإضاءة للأجيال، وقال إننا الليلة نستذكر تجربة المثقف العضوي ونكرم من استعجلوا الرحيل مبكرا، ولكنهم تحولوا إلى منارات مضيئة على طريق الحرية، والعدالة والتحرر، والذين أكدوا على أنه قد تسقط المتاريس أمام العدو ولكن تبقى جبهة الثقافة هي ضمير الأمة وروحها ومتراسها الأخير.
ومن ثم كانت الكلمة التكريمية للرفيق الأمين العام للحزب الدكتور سعيد ذياب والذي أكد فيها على دور الحزب واهتمامه بالجبهة الثقافية كلبنه أساسية لبناء الإنسان خاصة في زمن العولمة والهجمة على المثقف والذي أكد بدوره على أهمية دور المثقف في مواجهة التحديات.
مؤكدا على أن أي اتجاه ثقافي خارج اهتمام الناس ووجعهم وخدمتهم هو ترف ليس إلا، وذلك ارتباطا بدور المثقف وما يمتلكه من وعي يلقي عليه بمسؤولية فعالة ونشطة في تجديد الفكر من أجل مشروع النهوض والتقدم وهذا جوهر تكريمنا اليوم للفقيدين غالب الهلسا وتيسير السبول.
وأشار الأمين العام الدكتور سعيد ذياب الى أن شعوب أمتنا العربية كانت وماتزال تعيش صراعا حادا بين تيارات فكرية متعددة، بين التيار الاصولي والتيار التنويري وفي أكثر من مرحلة تاريخية ومنذ بداية القرن الماضي، إلا أننا لم نصل الى مرحلة الحسم، بل كان ينتهي الصراع الى صيغة توفيقية كما حدث في مراحل تاريخية سابقة. ويبدو أن غلبة التيار التوفيقي تعود الى قوة النهج والارث القائم على التقريب بين الأضداد وتجاوز عناصر الاختلاف والبحث عن عناصر الاتفاق. وهذا ما يختلف عن الجدلية واستمرار الصراع، وبالتالي ولادة شيء جديد مختلف.
تيسير سبول وغالب هلسا وبحكم انتماءاتهم السياسية والفكرية كانا جزءا نشطا وفاعلا من تيار التجديد القائم على العلم والتحرر من الغيبيات.
ومن ثم قدم الدكتور موفق محادين شهادته عن المناضل والمفكر، الروائي، القاص والمترجم كما وصفه غالب الهلسا مستعرضا أهم اعماله الروائية، القصصية، الفكرية. مشيرا الى أن غالب هلسه ماركسي صارم في ماركسيته أبعد ما يكون عن المذاهب التوفيقية، أقرب الى استخدام ادوات جمالية ونقدية متجاوزا عالم القطرية ومشاريع الثورات القطرية وفلسفاتها. وتحدث الدكتور موفق محادين عن سمات غالب هلسا الروائي المرتبطة ارتباطا لا يمكن فصله عن غالب المفكر.
كما سرد أهم مراحل تعليم وحياة المفكر غالب هلسا وما تعرض له من سجن ونفي في دول عربية عديدة. وأكد على بعد نظر وتنوير رؤية غالب هلسا الذي رفض حلول الدولتين وامكانية التعايش مع العدو الصهيوني، وكان مثالا للمثقف المشتبك التنويري المتطور. كما تطرق الدكتور موفق الى دراسة مهمة أعدها الفقيد عن المخيم الذي عاش فيه والتصق بهمومة واصفا اياه بالقلب المسلح للثورة العربية. واستمر في سرده حول ميزات وعوالم غالب هلسا في رواياته واستنباطه للفكر المقاوم في جميع أعماله. واشار الى أن هذا المفكر والمناضل لم يلق التكريم الذي يليق به في بلده الاردن وهذا مرتبط بفكره التنويري المتطور والمتقدم على القوى الرجعية.
وفي كلمة الدكتور محمد عبيد الله التي قدم فيها شهادته بالأديب تيسير سبول تحدث فيها عن روايته “أنت منذ اليوم” التي نشرت عام 1969 والتي اسهمت في نقل الرواية من الشكل المحافظ الى الشكل الجديد وماتزال هذه الرواية متداولة بين القراء الى يومنا هذا. كتبها تيسير سبول بعد النكبة مباشرة وهي ما اعتبره الدكتور محمد عبيد الله استجابة وتكريس لموقف تيسير سبول من الهزيمة وتبعاتها. كما تحدث عن ابداع تيسير سبول الشعري وقدرته على اختزال الافكار في جمل وتعابير ذات عمق وجوهر..