لاشك أنّ مزيدًا من تطبيع الدول العربية مع الكيان الصهيوني، سيدفع إلى مزيد من القمع الداخلي، وكما ذكرنا في تقرير سابق فإن تحالف المطبعين وتعاونهم لا يقتصر على التجارة والأمن الخارجي لهم، في مواجهة إيران أو أعداء مشتركين مزعومين، بل يتوغل عميقًا في شرايين الأنظمة الحاكمة، لتبادل خبرات القمع الداخلي، وتصدير الوسائل التي طالما استخدمها المحتل الصهيوني على الفلسطينيين، إلى دول التطبيع العربي، ليضع الشاباك الصهيوني بصمته على آليات القمع الداخلية، وليكون للعربي في تلك البلدان نصيبه من هراوة الاحتلال الصهيوني أيضًا، فما يسمى “الناتو العربي” له وجه آخر أيضًا كما قلنا نوع جديد من تكاتف أجهزة القمع الداخلي وشراكة تنتقل من التجارة والدعم التقني إلى الميداني، وهذا الأمر ليس جديدًا على شرطة الكيان وأجهزته الأمنية فقد سبق لهم أن فعلوا ذلك في أمريكا اللاتينية، وافريقيا، بل إن شرطة الولايات المتحدة نفسها جاءت للتدرب تحت رعاية الشاباك الصهيوني.
وبالتالي قد لا يفاجئنا كثيرًا تسريب الوول ستريت جورنال لخبر من بضع جمل في سياق موضع أهم عن بدء الموساد والشين بيت الصهيونيين في تدريب ضباط الأمن والمخابرات البحرين يين، حيث وكجزء من الوجود الصهيوني المتزايد في الخليج، لم تكتفي دولة الاحتلال ببيع التقنيات وآخرها الطائرات بدون طيار للبحرين وأنظمة مضادة للمسيرات، بل أيضًا تقديم الخبرة البشرية المباشرة، المجربة في مختبر الضفة الغربية والتي يعتقد المطبع العربي أنها أثبتت نجاعتها، لأنه فقط لم يجربها تحت النار ولم يلحظ ربما صمود الفلسطينيين في وجهها وكسرهم لأسطورتها.
تقرير الصحيفة الأمريكية، يأتي في وقت بدأ فيه الرئيس الأمريكي جو بايدن رحلته الشرق أوسطية والتي هي في جانب منها محاولة لتعزيز تحالف عسكري لمواجهة العداء الإيراني المزعوم، المعروف باسم الدفاع الجوي للشرق الأوسط (ميد).
في سياق متصل أيضًاـ قالت تقارير إعلامية صهيونية أنّ مسؤولين فيما يسمى “مؤسسة الدفاع” في الكيان الصهيوني عقدوا أكثر من 150 اجتماعًا مع نظرائهم في المنطقة منذ توقيع اتفاقيات إبراهيم من أجل زيادة العلاقات العسكرية وتوقيع اتفاقيات دفاعية، حيث في الأسبوع الماضي، قال وزير الحرب بيني غانتس إنه منذ توقيع الاتفاقات في عام 2020، تم توقيع أكثر من 3 مليارات دولار من الصفقات.
يذكر أنّ مذكرات التفاهم المرتبطة باتفاقيات إبراهيم قد وضعت إطارًا قويًا للتعاون الأمني الذي أضفى الطابع الرسمي على العلاقات العسكرية – الأمنية بين البلدين، مما سمح بزيادة التعاون في مختلف المجالات مثل تبادل المعلومات الاستخباراتية، والتدريب العسكري، الأمني والتعاون بين الصناعات العسكرية وغير ذلك. ويذكر أنه خلال زيارة وزير الحرب بيني غانتس إلى المنامة في فبراير، قال إن “إسرائيل” مستعدة للمساعدة في الدفاع ضد مثل هذه الهجمات.
كما عرض رئيس الوزراء الصهيوني السابق نفتالي بينيت على الإمارات المتحدة مساعدة مباشرة في مواجهة مزاعم هجمات الطائرات بدون طيار الإيرانية بعد هجوم يمني ضرب أبو ظبي، زعم أنّ إيران متورطة به، وفي الأشهر التي تلت ذلك، هبطت في الكيان ما يقرب من 12 طائرة نقل ثقيل من طراز C-17 Globemaster تابعة لسلاح الجو الإماراتي، ومن غير الواضح سبب وجود طائرات النقل الثقيل التي يمكن أن تستوعب حمولات ضخمة تصل إلى 164.900 رطل في “إسرائيل” على الرغم من أنه يعتقد أنّ الطائرة كانت تنقل على الأرجح معدات تتعلق بعقود عسكرية موقعة بين الجانبين، ولكن حمولتها الكبيرة جدًا قد تشير إلى آمر آخر ربما لا نخاطر كثيرًا إن قلنا إنه يعكس تموضعًا عسكريًا صهيونيًا مباشرًا في الإمارات.