بعد توقف 3 أيام بسبب عطلة بداية العام الجديد، تستأنف اليوم الإثنين، في فيينا الجولة الثامنة من المفاوضات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني، فيما تحدثت أطراف المفاوضات عن حصول “تقدم مهم” في الجولة الثامنة التي انطلقت الإثنين الماضي قبل توقفها الخميس بسبب عطلة رأس السنة الميلادية الجديدة.
ووصل كبير المفاوضين الإيرانيين، علي باقري كني، فجر اليوم الإثنين إلى العاصمة النمساوية فيينا للمشاركة في المفاوضات، فيما قال رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف، إن بلاده تسعى إلى مفاوضات حقيقية في فيينا للتوصل إلى اتفاق مُرضٍ، وترفض فكرة الاتفاق المرحلي.
ودعا قاليباف إلى رفع العقوبات الأميركية والالتزام بالاتفاق النووي لعام 2015، واصفا مفاوضات فيينا النووية بأنها منفصلة عن القضايا الإقليمية ومنظومات بلاده الدفاعية.
وهدد رئيس البرلمان الإيراني بالرد على الكيان الصهيوني عسكريا إذا استهدفت أمن إيران، قائلا إن بلاده ستطال أيضا الأشخاص والأماكن التي تسهّل الاعتداء.
وكان كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري قد وصف عملية التفاوض بالإيجابية، مؤكدا أنه يمكن التوصل لاتفاق في وقت قصير حال إبداء الطرف المقابل جدية في رفع العقوبات.
إلى ذلك، كشف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، اليوم الإثنين لـ”العربي الجديد” عن أن هذا “التقدم قد حصل في أربعة مواضيع” خلال مفاوضات فيينا.
وأشار خطيب زادة إلى أن هذه المواضيع تشمل مجالات المسائل النووية ورفع العقوبات والتحقق منه والضمانات، غير أنه أكد في الوقت ذاته أن “التقدم في مجالات تعهدات الطرف الآخر كان أقل ولذلك اليوم الكرة في الملعب الأميركي والأطراف الغربية”.
وأكد المتحدث الإيراني أن “التقدم في بعض المجالات مثل رفع العقوبات والضمانات والتحقق من رفع العقوبات كان أقل” من مجالات أخرى، مشددا على أن طهران لن تقبل “المهل المصطنعة”.
وشدد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية على أن “الطرف الآخر لا يمكنه أن يطالبنا بتعهدات نووية أكثر من الاتفاق النووي ولا يمكنهم تنفيذ تعهداتهم أقل من الاتفاق”، لافتا إلى أن هذه الأطراف في حال وصلت إلى هذه القناعة “فحينئذ حتما بإمكاننا التوصل إلى اتفاق جيد في فيينا”.
وأضاف خطيب زادة لـ”العربي الجديد”: “إننا نعود مثل اليوم الأول الذي توجهنا إلى فيينا للتوصل إلى مثل هذا الاتفاق”.
من جانبها، حذرت الدول الغربية الثلاث المشاركة في المفاوضات، وهي فرنسا وبريطانيا وألمانيا، من ضغط الوقت، كون الوقت المتاح يقاس بالأسابيع وليس بالأشهر حسب تعبيرها.
وقالت مصادر أوروبية قريبة من مفاوضات فيينا إن مسار الالتزامات النووية يسير باتجاه جيد، لكن “الخلاف بشأن ملف رفع العقوبات لا يزال عميقا”. وأضافت المصادر “لا نزال دون المستوى المطلوب من العمل لإحياء الاتفاق النووي”.
وكانت الجولة الثامنة قد انطلقت الإثنين الماضي، قبل أن تتوقف يوم الخميس لعودة الوفود إلى العواصم بسبب عطلة رأس السنة. وتستأنف المفاوضات اليوم على وقع زيادة جرعة التفاؤل لدى أطراف المفاوضات، عكستها تصريحات هذه الجهات حول حصول “تقدم” من جهة، ومهلة أميركية حسب تقارير غربية للتوصل إلى اتفاق حتى نهاية كانون الثاني/يناير أو مطلع شباط / فبراير، وعدم استعداد واشنطن لمواصلة المفاوضات بعد هذا التاريخ.
ودخلت المفاوضات في المضامين خلال الجولة الثامنة بعد نجاح المفاوضين في تحديد وحصر نقاط الخلاف فيما يتعلق بالمسائل النووية ورفع العقوبات خلال الجولة السابعة، ما أفضى إلى إعداد مسودة حول المسائل النووية للتفاوض عليها، لكن مسودة رفع العقوبات لم تكتمل خلال الجولة السابقة على أساس أن تكتمل في الجولة الثامنة.