معركة طوفان الاقصى حدث مهما قيل فية يبقى لديك شعور بأن هناك شيء ناقص، حادث مفصلي وههام جدا في مجال النضال العربي والأساس الفلسطيني، لأنه حدد مسارات للمنطقة، نحن أمام حرب مفتوحة بدون أدنى شك ستتحكم نتائجها بالمنطقة سلبا أم ايجابا، ومسار الحرب كشفت الايديولوجيات والمصالح المخفية التي بدأت تظهر على السطح.
ثلاث نقاط هامة يجب أن نتظرق لها: قضايا اساسية قبل الطوفان حدثت وهي
الاول: قرار الكنيست “الاسرائيلي” بقانون القومية اليهودية
الثاني: تشكيل الحكومة اليمينية الدينية
الثالث: الموقف الرسمي العربي الذي انتقل من موقع التواطئ والتخاذل الى موقع الشراكة الحقيقي مع المشروع الصهيوني الامريكي لضرب المقاومة. نحن أمام أنظمة تخلت عن الدفاع عن شعوبها واوطانها.
هذا الطوفان هو حصيلة تراكم للوعي الذي تبلور لدى الشعب الفلسطيني عبر قرن من الزمن من الخبرات التي تشكلت من الهبات والثورات والانتفاضات التي اوصلتنا الى نقطة أعطت تغيير جذري في شكل الأداء المهني العسكري المقاوم في مواجهة هذا العدو.
كان هناك مخاطر حقيقية في ضم الضفة الغربية والقضاء على بؤر المقاومة التي تشكلت، وهو ما اسموه بحسم القضايا العالقة، إضافة الى التطبيع والاندفاعة السعودية الامريكية الاسرائيلية نحو التطبيع من أجل ربط اسرائيل بالمنظومة الاقليمية الشرق أوسطيه السياسية والاقتصادية التي تتسيد فيها اسرائيل المنطقة.
استعمل نتنايهو تعبير أنه يخوض معركة وجود كان يعكس قناعة بهذه المسألة، والتي عكسها بالسلوك العسكري في التعامل مع الشعب الفلسطيني، والذي تعامل فيه وفق مسالتين: مفهوم الأمن الذي طبقه بنغوريون ، الردع والانذار المبكر ، والعمل الحاسم.
رغم القهوة التي أُستعملت، وسياسة الجدار الحديدي فشلت، الشعب الفلسطيني عبر عام كامل ودخلنا العام الثاني أفشل الأهداف الصهيونية للحرب، وصمود الشعب الفلسطيني في غزة هو ماعزز دور محور المقاومة و وحدة الساحات التي تحولت من مرحلة الاسناد الى مرحلة المشاركة الفعلية في المعركة نتيجة إدراك حزب الله مسألتين: ضرورة المواجهة لدعم واسناد الشعب الفلسطيني، والثانية المخاطر الجدية التي يمثلها الكيان على لبنان وبالتالي دفاعا عن لبنان.
نتنياهو الذي غير اسم الحرب الى النهضة / القيامة، وهذا استرشادا بتجربة بنغوريون الذي كان يذكر اليهود بالمحرقة التي شكلت لهم عنصصر إثارة تزيد من القتل والتي تشكل أرضية لعمليات التهجير والتصفية العرقية للشعب الفلسطيني، وهذا ما يمارسة نتنياهو اليوم، متجاوزا المسائل الاجرامية التي حولت اسرائيل الى دولة منبوذة معتقدا أنه لاحقا سيغير هذه الصورة ويعيد اندماج هذا الكيان مع العالم.
هذه الحرب كانت ولا تزال تشكل مآسارة للشعب الفلسطيني إلا انها بارقة أمل، رغم غياب المرجعية السياسية للشعب الفلسطيني على المستوى العالمي، حيث شكل الانقسام عنصر اضعاف حقيقي لتوحيد طاقات الشعب الفلسطيني.
هذه الحرب ايضا حملت سمة معركة استهداف الأطفال التي جعلت من “الجيش الاسرائيلي” جيشا دمويا منبوذا.
تبلورت حركة جماهيرية داعمة للقضية الفلسطيني، وحراك جماهيري غربي ضد السردية الاسرائيلية.
أهم المفاعيل التي فرضت نفسها بالواقع العربي حيث بدأت تنمو ثقافة الدولة والحفاظ على الدولة، والوهم باماكنية التطوير والتنمية والتناعم والاندماج مع المشروع الامريكي وقبول الحل السياسي بوجود اسرائيل بالمنطقة، أي بمعنى سيطرة مفهوم التبعية الكامل للغرب الرأسمالي على حساب مفهوم الثورة والتغيير الوطني التي أدت الى تراجع اليسار وقوى التغيير الجذري الحقيقي في الشارع العربي التي أظهرت الليبرالين وشعاراتهم الديمقراطية وحقوق الانسان وتناسينا أننا شعوب تابعة فاقدة للقرار المستقل. معركة الطوفان وقفت ضد هذا الخلل وأعادت لشعار الثورة وشعار المقاومة العربية أوجه وحقيقته.
وبدأت احزاب وقوى تفكر في طرح الجبهة الوطنية العربية المقاومة الذي بدأ بمبادرة من الحزب الشيوعي اللبناني والذي تكلل قبل شهر ونص من اتساع الحرب في لبنان وبلورة شعار “جبهة عربية مقاومة”
الطوفان والحالة الدولية
بلينكن الذذي وصف بأن هذه الحرب هي اعادة ترتيب النظام العالمي خاصة في ظل تصاعد قوى دولية أخرى مثل الصين ووروسيا والبروكسيل …الخ.
لحظة الطوفات مهمة وتجسدت في فترة تصاعد النفوذ الروسي الصيني لكن للأسف هذا النفوذ لم نلحظة ولم يخدم الطوفان بشكل حقيقي.
الدخول في تصفية القضية الفلسطينية بأي صورة سواء من السعودية أو غير السهودية، بغض النظر عن أي كلام منمق هنا وهناك …
هذه الحرب من أكثر الحروب في العالم التي اختفى فيها المراسل الأجبني.
أخطر ما نعيشة اليوم هو الانقسام الشعبي على المقاومة بين القوى المقاومة والقوى التي استحضرت كل عقيدتها وتبعيتها وفكرها من أجل الهجوم وتشوية المقاومة ورموزها، بحجة أن ايران عدو لنا، دون تحديد معايير العدو ومعايير الصديق ليساوو بين ايران واسرائيل. هذا التضليل من أجل أن نساوي بينهم ونضيع عن البوصلة الصحيحية.
مسؤولية توعية الناس والتصدي بحزم وعدم القبول والمهادنة لهذه الناس ومحاربة التشكيك بأي منجز للمقاومة وهذا دورنا، لا يمكن أن ننجح في التصدي لهذه الهجمة دون توحيد الجهود الحقيقية الراغبة في التصدي وهذا برسم القوى السياسية والافراد ايضا، فنحن في معركة النضال فيها فرض عين لا فرض كفاية.
نثق في محور المقاومة وقواه ومايجري على الأرض يُبشر خيرا في غزه ، لبنان، العراق، واليمن.