في سبعينات القرن الماضى وفي ظل وهج المقاومة وحرب اكتوبر تم في ١١ من كانون اول عام ١٩٧٦ استصدار قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم ٣٣٧٩ باعتبار الصهيونية شكل من أشكال العنصرية، اثار هذا القرار قلقا شديدا لدى الكيان الصهيوني بالتعامل معه مثل نظام جنوب افريقيا، لذلك استمر الكيان والولايات المتحدة يعملان على إلغاء ذلك القرار، حتى جاءت اللحظة بعد حرب الخليج الثانية والدعوة لمؤتمر مدريد عام ١٩٩١ للبحث عن حل للصراع العربي الصهيوني، حيث النظام العربى في متناول اليد الامريكية، ومنظمة التحرير كانت تلهث للحوار مع امريكيا، ثم صدور قرار بالغاء القرار رقم ٣٣٧٩ واعتباره لاغيا.
بعد تلك المرحلة وما رافقها من تنازلات تحت اسم السلام والتطبيع جاء طوفان ٧ اكتوبر وحرب الابادة الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني ، وصمود المقاومة الاسطوري ليكون الدم الفلسطيني سببا في يقظة الجانب الانساني لدى طلاب امريكيا ليقولو انهم ضد العنصرية الصهيونية، وليعيدوا كشف عنصرية اسرائيل ويكتشفو زيف الرواية الصهيوني، لترتفع اصواتهم لوقف الحرب الاجرامية، ودعم حق الفلسطينيين بتحرير وطنهم.
لقد كشف الدم الفلسطيني زيف القناع الذي لبستة امريكيا من خلال دعمها العسكري والسياسي لاسرائيل واسقاط اسطورة الجيش الذي لا يقهر.
كانت ردة فعل نتنياهو على التحرك الطلابي لافتا لانه لم يعد قادر على تسويق سرديتة واكاذيبه.
وفي الوقت نفسة كشف عجز جيشه عن تحقيق نصر في ميدان المعركة.
هي غزة كما يقول المثل( يضع سرة في اضعف خلقه) غزة القطاع المحاصر بصموده يضع الاساس لتغيير في الرأي العام الامريكي وكشف العنصرية الصهيونية.
غزة هي من ستكون من الاسباب في تغيير النظام الدولي الظالم والمتجبر نظام القطب الواحد، هكذا فان الميدان هو من يصنع القرارات السياسية، وليس الالعاب الدبلوماسية البهلوانية، التي لا ترتكز لوجود مادي ولا لرؤية وارادة متماسكة.
فكما احرق الطيار الامريكي ارون شومل نفسه امام سفارة اسرائيل احتجاجا على جرائمهم، يقف طلاب الجامعات بشجاعة المؤمنين بعدالة ما يطالبون به في وجه قمع القوى الصهيونية وقوي راس المال والعولمة رغم الاثمان الباهظة التي سيدفعونها.
عندما كنت اشاهد عنف الشرطة الامريكية ضد الطلاب المحتجين سلميا كنت ارى في هذا العنف هجوما ضد الضمير الانساني لا بد ان يمتد ليشمل القارات الخمسة.