التصعيد الأمريكي في سورية.. أعظم النار من مستصغر الشرر

عبد العزيز خضر
3 دقيقة وقت القراءة

هكذا تبدأ المعارك الكبرى.. التهديدات ومن ثم تراشق الاتهامات يتبعها التراشق بالنيران شيئا فشيئا، ولكن إلى أي مدى وهل ينزلق الطرفان إلى حرب كبرى؟

كانت أمريكا سابقا تكتفي بالقصف الصهيوني للأراضي السورية لما تسميه القواعد العسكرية الإيرانية (قواعد الحرس الثوري وحلفائه) في الأراضي السورية والآن تم كشف تحالفهما.

رغم أن الأماكن المستهدفة لا تشكل خطرا مباشرا سوى على مواقع التنظيمات الإرهابية وداعش على رأسها ووجودها هناك تم بموافقة الدولة السورية ورضاها الأمر الذي يعني أنه وجود شرعي حسب القوانين الدولية بعكس الوجود العسكري الأمريكي الغير شرعي والذي تم قسرا أثناء الفوضى الإرهابية في الشمال السوري لدعم تلك المجاميع الإرهابية وإعاقة انتصار الدولة السورية وهزيمتهم.

هذا التراشق الخطير قد يشكل مقدمة لهجوم عدواني على إيران كما يريد الكيان الصهيوني والذي يعتقدون أنه المخرج لتنفيس أزمتهم الداخلية المتصاعدة رغم الموقف الأمريكي المعلن من تلك الأزمة والرفض لسياسة حكومة نتنياهو بخصوص التعديلات القضائية.

أمريكا بهذا تكشر عن أنيابها وتكشف مبررات وجودها الغير شرعي الاستعماري في سورية ودعمها للقصف الصهيوني المتقطع والمستمر للأراضي السورية مما يسهم بإعاقة الدولة من إعادة توحيد الأراضي السورية وإعمار ما خلفته الحرب والزلزال من دمار كبير في البنية التحتية السورية من شوارع ومدارس ومصانع ومستشفيات ومرافق عامة حضرية يضاف لذلك سرقة النفط من حقل العمر وغيره ومصادرة قمح الفلاحين أو حرقه بأرضه قبل الحصاد وكل هذا لم يكن كافيا بنظر السياسه الأمريكية فكان الحصار الظالم عبر قانون قيصر والذي فضحهم بعد الزلزال حيث عطلوا وصول الدعم لسورية بحجة أن الدولة ستصادر تلك المعونات وطلبت من الكيان الصهيوني قصف المطارات وإخراجها من الخدمة لهذا الغرض  وطلبت من التنظيمات الإرهابية منع وصول المساعدات للمناطق المنكوبة وإتهام الدولة بمصادرتها ومنع وصولها لمستحقيها في إدلب وريف حلب والتي لا زالت خارج سيطرة الدولة.

إلى أين تريد أمريكا إيصال الأمور بعد الاتفاق السعودي الإيراني برعاية صينية الذي أسهم في تفكيك معادلة العدوان على إيران عربيا على الأقل، والذي كان مؤشرا على ما يجري في العالم بعد الحرب الأوكرانية الروسية والإزاحة التي حدثت في ميزان القوى العالمي على طريق نظام متعدد الأقطاب وبدء الدول العربية بإعادة سفرائها لدمشق واتجاهها للسعي لحل سياسي بعد تجربة الحل العسكري الفاشل لإثني عشرة سنة دون أن تتمكن من إسقاط النظام السوري والذي أنفقت من أجله مئات المليارات من الدولارات فهل سيفشل العدوان الأمريكي الصهيوني الجديد؟

شارك المقال