اندلعت اشتباكات ومظاهرات خلال نهاية الأسبوع الماضي في الكثير من العواصم والمدن الأوروبية احتجاجاً على عودة فرض القيود بسبب تفشي فيروس كورونا، وأيضاً رفض إجبارية التلقيح ضد الفيروس، ما أسفر عن أحداث شغب وتخريب واعتقالات.
فقد اندلعت احتجاجات في مدن هولندية عدة، الأحد 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، لليلة الثالثة توالياً، رفضاً للقيود التي فرضتها الحكومة بهدف مكافحة فيروس كورونا، وفق ما ذكرت الشرطة ووسائل إعلام محلية، كما شهدت روما وفيينا وبرلين احتجاجات ضد القرارات الحكومية.
تخريب واعتقالات في هولندا
أطلق المتظاهرون الألعاب النارية وأقدموا على تخريب ممتلكات في مدينتي غرونينغن وليفاردن الشماليتين إضافة إلى مدينة أنسخيدي في الشرق وتيلبيرغ في الجنوب.
قالت متحدثة باسم شرطة غرونينغن لوكالة أ.ف.ب إن “مجموعات صغيرة تدمر كل شيء في وسط المدينة”، مضيفة أن “شرطة مكافحة الشغب تنتشر في وسط المدينة لاستعادة النظام”.
كما ذكرت الشرطة على توتير أن السلطات أمرت الناس في أنسخيدي الواقعة قرب الحدود الألمانية، بالابتعاد عن الشوارع. وأضافت أن “خمسة أشخاص اعتقلوا في وسط المدينة بتهمة التحريض وارتكاب أعمال عنف في مكان عام”.
بينما تحدثت وسائل إعلام هولندية عن توقف مباراة كرة القدم في مدينة ليفاردن المجاورة، لفترة وجيزة، بعد إطلاق مشجعين منعوا من الدخول ألعابا نارية على أرض الملعب.
بدأت الاضطرابات الجمعة 19 نوفمبر/تشرين الثاني عندما تحولت تظاهرة ضد قيود كوفيد في مدينة روتردام الساحلية إلى أعمال شغب واسعة النطاق أطلقت خلالها الشرطة النار، ما أدى إلى إصابة أربعة أشخاص.
كما ألقى المتظاهرون الألعاب النارية والحجارة على الشرطة وأحرقوا الدراجات الصغيرة في مدينة لاهاي ليل الجمعة. وقبض على أكثر من 100 شخص في كل أنحاء البلاد فيما أصيب 12 شخصاً على الأقل خلال ثلاث ليال من الاحتجاجات.
بروكسل شهدت أيضاً مواجهات
كما أوقعت اشتباكات بين الشرطة ومحتجين في شوارع العاصمة البلجيكية بروكسل الأحد خلال مظاهرات على قيود فيروس كورونا التي فرضتها الحكومة.
أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه، في حين رشقها المحتجون بالحجارة وقنابل الدخان. وقالت الشرطة إن زهاء 35 ألف شخص شاركوا في المظاهرات التي بدأت سلمية قبل أن تتحول إلى العنف.
لدى وصول المحتجين إلى مكان تمركز الشرطة، هتفوا مرددين “حرية”. وحمل متظاهر لافتة كُتب عليها “عندما يصبح الطغيان قانوناً، يصبح التمرد واجباً”. وذكرت الشرطة أن الوضع عاد لطبيعته لاحقاً.
إذ شددت بلجيكا قيودها للحد من تفشي الفيروس يوم الأربعاء الماضي، وألزمت بوضع الكمامة على نطاق واسع وفرضت العمل من المنزل مع زيادة حالات الإصابة في الموجة الرابعة من كوفيد-19 في البلاد.
سجلت بلجيكا مليوناً و581500 إصابة و26568 وفاة مرتبطة بفيروس كورونا في الدولة التي يبلغ عدد سكانها 11.7 مليون منذ بدء الجائحة. وتزايدت الإصابات مرة أخرى، إذ تُسجل 13826 حالة جديدة في المتوسط كل يوم.
احتجاجات بعواصم أوروبية أخرى
في فيينا، نزل عشرات الآلاف من الأشخاص إلى الشوارع يوم السبت 20 نوفمبر/تشرين الثاني بعد قرار البلاد بإعطاء اللقاحات للجميع بدءاً من فبراير/شباط وفرض عمليات إغلاق جديدة اعتباراً من يوم الإثنين 22 نوفمبر/تشرين الثاني.
في إيطاليا، لم تُظهر الاحتجاجات الأسبوعية ضد قيود فيروس كورونا أي بوادر للتراجع، مع مظاهرات في روما، بما في ذلك في ساحة سيرك ماكسيموس القديمة.