أين نحن كأمة في معركة العلم والتعليم والتكنولوجيا مع “إسرائيل”؟!

نواف الزرو
2 دقيقة وقت القراءة

لا شك أن أدُق وأصوب مقاييس التقدم في عالمنا الراهن، هي مقاييس العلم بكل حقوله وأشكاله، ولا شك أن السبيل الأول للنهضة والتنمية البشرية لدى أي مجتمع هو العلم، ولا شك أيضًا أن التربية والتعليم، هي قاعدة الانطلاق نحو النهضة العلمية، فبدون علم وتربية وتعليم، لن تكون هناك نهضة أو تنمية لأي أمة، فمثل هذه المقاييس العلمية هي التي تميز عمليًا بين أمة وأخرى، وبين شعب وآخر، وبين دولة وأخرى.

ونحن كأمة عربية على امتداد المساحة العربية، نفتقر وفق الدراسات والتحقيقات الاستقصائية، إلى قدر كبير مفجع من المقاييس العلمية، مقارنة بالدول والمجتمعات الأخرى، وربما نقول مقارنة على نحو خاص بـ “إسرائيل“، التي تعتبر صراعها مع العرب صراع وجود وتفوق وسيطرة استراتيجية، تستند بالأساس إلى التفوق العلمي والتكنولوجي، وبالتالي العسكري، بل وأكثر من ذلك، فهي تحرص على شن حروب علنية وخفية كي تبقى أمة العرب، بلا علم وبلا تربية وتعليم، وبلا تكنولوجيا ترفع من شأنها إلى مصاف الدول المتطورة.

ولعل المعطيات والحقائق هي التي تتكلم في هذا السياق، وفي هذه المقارنة التي نهدف من ورائها الى قراءة موضوعية حقيقية لعناصر التفوق العلمي والتكنولوجي “الإسرائيلي” في مواجهة العرب، ولعلنا في ذلك نقرأ فحوى خطاب البروفيسور الصهيوني “دان شيفتن” الذي قال في محاضرة له أمام طلابه في مساق عن مفهوم “الأمن الإسرائيلي” في برنامج الدبلوماسية والأمن لكبار المدراء في جامعة تل أبيب: “عندما تطلق إسرائيل قمرًا صناعيًا متطورًا إلى الفضاء، يخرج العرب بنوع جديد من الحمص- معاريف – 2009/10/22″، مضيفا: “العرب هم الفشل الأكبر في تاريخ الجنس البشري، لا يوجد شيء مخلول أكثر تحت الشمس من العرب”، و “في كل العالم العربي يطلقون النار في الأعراس كي يثبتوا بأن لديهم على الأقل شيئًا واحدًا صلبًا فاعلًا قادرًا على الإطلاق”، ومعروف أن شيفتن هو أحد الأكاديميين الأكثر تأثيرًا على كبار مسؤولي جهاز الأمن والقيادة السياسية، وفي المساق في جامعة تل أبيب أيضا شارك بعض من كبار المسؤولين في الموساد وفي الجيش.

 ولذلك نطرح السؤال الاستراتيجي المزمن في قلب الصراع: أين نحن كأمة في معركة العلم والتعليم والتكنولوجيا مع “إسرائيل”…؟!

شارك المقال
أسير محرر وكاتب صحفي فلسطيني