أزمة الكيان الصهيوني هل هي عابرة؟

عبد العزيز خضر
3 دقيقة وقت القراءة

الأزمة العميقة التي يمر بها الكيان الصهيوني ليست عابرة، بل هي أزمة بنيوية ناجمة عن تناقضات داخلية متراكمة بين أطراف العملية السياسية بين ما يدعى اليسار الصهيوني وبين اليمين المتحالف مع اليمين الفاشي الديني الصاعد كتعبير عن التحولات الاجتماعية في المجتمع الصهيوني، مجتمع المستوطنين الرجعي أيديولوجيا واجتماعيا وسلوكيا.

هذا اليمين الفاشي المنكر لوجود الشعب الفلسطيني والمؤمن بمسألة “إسرائيل الكبرى” والذي يقدم خارطة فلسطين المحتلة مع الأردن جغرافيا واحدة كدليل على إنكار وجود دولة أردنية مستقلة ذات سيادة رغم مضي ما يقارب ثلاثون سنة على توقيعه اتفاقية (سلام) مع الأردن المسماة باتفاقية وادي عربة.

الأمر الذي يكشف لنا خصائص هذا الكيان العنصري والمبادئ الصهيونية التوراتية الفاشية والإرهابية التي نشأ عليها كجزء من الأطماع الإمبريالية الاستعمارية الغربية.

ورغم التحالف العضوي بين أمريكا والغرب الإمبريالي إلا أنهم يعبرون عن رفضهم لمشروع نتنياهو وقلقهم من التطورات داخل الكيان الصهيوني وقد وصل الأمر حد رفض بايدن دعوة نتنياهو لزيارة أمريكا ورفض الغرب لتصريحات سموتريتش وبن غفير العنصرية.

ما جرى في الآونة الأخيرة هو نتاج ما قلنا سابقا من أنه ناجم عن تنامي التيار الديني الفاشي، مجتمع المستوطنين والذي التقت مصالحه مع مصالح الليكود الذي يقوده نتنياهو والذي يستهدف آنيا البقاء على رأس الحكومة الصهيونية ومنعا للملاحقات القضائية بحقه وتعزيز هذا الوجود بإحداث انقلاب سياسي قانوني سماه “إصلاح النظام القضائي” والذي أثار حفيظة المعارضة وما يسمى اليسار الصهيوني فنزلوا إلى الشوارع رفضا لإصلاحات نتنياهو وتصاعد الموقف حين دخل الجيش على خط الأزمة بالتمرد عن الخدمة والذي يرى أن هذا المشروع سيقوض أركان “الدولة” ويضرب “الديمقراطية” ويحول الكيان إلى كيان دكتاتوري.

وقرار نتنياهو بتعليق الإصلاحات لا أرى فيه إلا مناورة تكتيكية تستهدف تهدئة الشارع وتفكيكه وإعادته إلى المنازل للقفز مرة أخرى وإعادة المشروع للحياة والنجاح في الحفاظ على التحالف خوفا من سقوط الحكومة بتناقص أعضاء الكنيست المؤيدين لهذا التحالف والعوده إلى صناديق الاقتراع مجددا في ظل تصاعد المقاومة الفلسطينية الداخلية التي أسهمت في تعمق الأزمة لجيش الاحتلال بسبب سلوك المستوطنين العدواني تجاه الشعب الفلسطيني.

ما يجري هو قمة جبل جليد التفكك لمجتمع المستوطنين المحتلين لأرضنا والذي يدلل على الحتمية التاريخية لزوال هذا الكيان الذي يحمل بذور فنائه بداخله.

شارك المقال