أجيال الوحدة

رانيا لصوي
3 دقيقة وقت القراءة

في زمن التيه والمتاهة ولدت فكرة أجيال الوحدة، من رحم الالتزام بالمسؤولية المجتمعية لجيل ينمو في زمن كثر هرجه وضاعت مفاهيمه وعناوينه.

بدأت الفكرة بعدد لا يتجاوز كفي اليدين، إمكانيات متواضعة، ساحة حزب الوحدة، مدربين متطوعين من الرفاق وقرار بأن نلتزم بالمسؤولية وهذا ما كان…

اذكر الحفل الختامي الأول لنادي أجيال الوحدة بإمكانيات أقل ما يمكن أن نصفها فيه بالمتواضعة، في ساحة الحزب، ومضامين وطنية كبيرة، زرعت في عقول الأطفال وأهاليهم، وحتى نحن رفاق الحزب… إلى يومنا هذا.

الإصرار والمثابرة، القرار بالاستمرار أوصلنا إلى مهرجان نوعي إقامته أجيال العام الماضي في مسرح الشمس ترك ما يستحق من الفخر والاعتزاز، وشكل الكثير من الإرادة بالاستمرار.

فكرة العمل مع الأطفال بتنشئة وطنية قد تبدو فكرة نخبوية، ولكنها بالجوهر هي أكثر من يحتاجه جيل يثبت أنه متلق لما يقدم له، أن حصرته بالأجهزة الخلوية والألعاب الإلكترونية وجدته أسيرا لها، وإن فتحت له آفاق العمل التطوعي والإبداعي الحركي وجدته أيضا مندفع مبدع. فقط علينا أن نوفر الخيارات الجيدة له لنحصد أكثر مما  نتوقع.

تلمس إبداع نادي أجيال الفنان المسرحي الكبير غنام غنام واستعد أن يقدم كل إمكانياته ووقته للنادي، وفي زيارة يوم أمس شاركته فيها الفنانة سناء موسى التقوا مع الأطفال في نادي الكورال، الدبكة والمسرح، وقدم الفنان غنام غنام ساعة تدريبية نوعية مع الأطفال عززت ثقتهم بنفسهم وبما يقدمون في نادي أجيال.

في لقاء مع الرفيق بهاء أبو شرار مسؤول أجيال تحدث عن المصاعب التي تواجه نادي أجيال والإمكانيات المادية المحدودة، إضافة إلى المعيقات “الخارجة عن الإرادة” مثل توفر مكان لمخيم صيفي وهذا مرتبط بمسؤولية الحزب عن أجيال والشبيبة، وعقلية الحكومات المتعاقبة في التعامل مع الأحزاب.

مشاركة الأطفال بناد صيفي تابع لحزب أيضا صعبة القبول عند الأهالي، أثبتت التجربة ونوعية ما يقدمه النادي أنه وجهة طيبة ومؤتمنة على الأطفال تستحق التجربة.

لا يتلقى نادي أجيال أي مبلغ مالي مقابل ما يقدمه للأطفال وهذا من واقع الالتزام المجتمعي والحرص على مشاركة فئات أكبر من المجتمع وتحقيق فائدة أكبر.

ولأن الفكرة اعتمدت في تمويلها على الحزب، فكان من الصعب أيضا توفير كادر متخصص للتدريب، بل وقع الاختيار على المدربين المتطوعين للعمل دون مقابل بل إن لزم الأمر تبرعوا هم، ولكن الرغبة دائما والقناعة بالعمل جعلتهم مبدعين.

بعض من أجيال الوحدة اكتشفوا مواهبهم وأصواتهم في النادي، كبروا فيه، ويطمحون لأن تدور الدائرة ويصبحون مدربي المستقبل، هكذا هي عجلة الإبداع، تدور دورتها، تزرع البذرة فنحصد الثمرة.

شارك المقال
  • عضو في حزب الوحدة الشعبية
  • ناشطة من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية
  • مهتمه في قضايا المرأة
  • رئيسة رابطة المراة الاردنية سابقا
  • مدونه في الشان الفلسطيني والمراة