آلات الموت الصهيونية بين الأسر والاستشهاد

فراس السعدي
3 دقيقة وقت القراءة

من بين موسيقى الطرب على أنغام التطبيع العربي الرسمي ولحن السلام الزائف ورقصات المستوطنين اتجاه القدس العربية لتهويدها والثغور المبتسمة المسطرة بلون النصر في غزة تشع بنورها لتصل جبل النار وجنين لتشرق من جديد قبتنا الذهبية.

لا نرى حينها تلك الخطابات الفاقدة لنية الصدقة والعمل النضالي ولا تسمع أذاننا أي تلك التنديدات العقيمة، بل نسمع بقلوبنا وبأشواق الانتظار على عتبات السجون وأسوارها الشاهقات خروج الأسير تلو الأسير.

فضمن الإحصائيات لعام 2020 / كانون الأول فإن عدد الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال قرابة 4700 أسير من بينهم 34 أسيرة وأكثر من 180 أسير وأسيرة قاصر وقد تجاوز عدد المعتقلين الإداريين 500 أسير وأسيرة والمقيت أنه وصل عدد أوامر الاعتقالات الإدارية حولي 96 أمر بينهم 51 أمرا جديدا و45 أمر تمديد.

وفي ذات الإحصائية وصل عدد المعقليين الفلسطينيين منذ عام 1948 ما يقارب 9000 اسيراً من بينهم مئات الأسرى العرب والأجانب الذين انضموا إلى المقاومة حيث كانت المقاومة الفلسطينية إبان النكبة والنكسة تعتمد على الدعم الخارجي وانضمام المقاتلين من خارج الحدود الى داخلها.

ومن بين الجنسيات العربية التي ترأست قائمة الأسرى العرب كان النصيب الأكبر للأردن ومن ثم مصر واللتان عقدوا اتفاقياتهم المزعومة بالسلام مع الاحتلال ورغم عمق العلاقات بينهم وبين الاحتلال إلا أن ذلك السلام لم يُسدِ خيراً لهم.

فكان الموقف المصري بعيداً عن المطالبة بما يقارب 7 أسرى مصريين حتى أن ملفاتهم في الأروقة المصرية صار يكسوها التراب.

أما عن الأسرى الأردنيون فإجمالي العدد يتجاوز 80 أسير أردني إلا أن الاحتلال يرفض إثبات هذا العدد بحجة أنه يوجد بينهم حوالي 50 من أصل فلسطيني.

لم يقتصر حجم الإرهاب الصهيوني على اعتقال المدنيين والتعذيب الذي يتم داخل السجون، بل إن إجرامهم وصل إلى قتل الأسرى في جولات التحقيق والتعذيب فإن العدد الكلي يصل لأكثر من 200 أسير استشهدوا داخل أقبية السجون منهم 71 شهيداً استشهدوا ضمن التعذيب المرافق للتحقيق بينما أكثر من 130 أسيرا استشهدوا عن طريق الإهمال الطبي وتعمد تركهم دون دواء أو عناية صحية ليرتقوا شهداء.

إن جُلّ ما يقوم به هذا الكيان وأدواته في المنطقة لم يثني عزيمة الفلسطينيين في جولاتهم النضالية كل صباح إلى آناء الليل بكل ما أوتوا من عزم وإمكانية يسعون في كل الساحات لوطن واحد بعلم واحد وعلى ذات الخريطة الكاملة دون أي تقسيم ودون أي معاهدات وتنسيقات واهمة بسلام.

شارك المقال
متابعة
  • صحفي، وعضو هيئة تحرير جريدة نداء الوطن
  • حاصل على درجة البكالوريوس في الصحافة والإعلام من الجامعة العربية المفتوحة