شيّعت جماهير غفيرة من أبناء الشعب الفلسطيني في محافظة جنين، اليوم الأربعاء في موكب مَهيب جثامين شهـ.ـداء العدوان على مدينة ومخيم جنين، بعد ساعات من انسحاب قوات الاحتلال منهما.
وأفادت مصادر صحفية بأن شهداء جنين يوارون الثرى في مقبرة المخيم، وسط حضور جماهيري حاشد، قائلةً إن مسيرة التشييع سارت في أحد الشوارع الرئيسية للمخيم، رغم أنها مدمرة بالكامل.
وقالت وزارة الصحة في آخر تحديث لها، إن من بين الشهداء الـ12 الذين ارتقوا، 4 أطفال تقل أعمارهم عن 18 عاماً، في حين وجدت الطواقم الطبية منذ بدء العدوان فجر الإثنين، صعوبة بالغة في الوصول إلى المصابين والتعامل معهم.
وكشف الانسحاب الصهيوني عن مشاهد دمار عمّت المخيم، نتيجة آلة الحرب الإسرائيلية التي أمعنت في تدمير المنازل والبنية التحتية في المخيم.
وبحسب تقارير منظمات طبية وحقوقية، فإن قوات الاحتلال استهدفت مستشفيات وفرق وسيارات إسعاف، وأعاقت تحركاتها، كما حاصرت نحو 13 ألفاً في المخيم وشرّدت نحو 4 آلاف، واعتدت عليهم أثناء خروجهم من منازلهم بقنابل الغاز والمسيل للدموع.
وخلّف العدوان في مدينة ومخيم جنين أضراراً جسيمة بممتلكات الفلسطينيين، وتدمير العديد من المركبات، وتجريف طرق رئيسة مؤدية إلى المخيم، وأخرى فرعية في محيطه، الأمر الذي أعاق وصول مركبات الإسعاف إلى بعض المنازل لإخلاء المصابين، وأرغمت مئات الفلسطينيين من أهالي مخيم جنين على مغادرته تحت تهديد قصف منازلهم.
وبعد اشتباكات متواصلة ليومين متتاليين تصدّى خلالها المقاومون لاعتداءات الاحتلال وكبّدوه خسائر كبيرة، انسحب “جيش” الاحتلال من جنين، وعاد الأهالي بعد انسحاب قوات الاحتلال منه، وتجول المقاومون في الشوارع.
وكان معظم سكان المخيم قد رفضوا الخروج، مصرّين على مساندة المقاومين والوقوف معهم “مهما كلّف الأمر”.
وأقرّ الاحتلال بفشل عدوانه على جنين، إذ علّقت وسائل إعلام صهيونية على الانسحاب، قائلةً إنّ “العملية العسكرية لن تؤدي إلى تغييرٍ استراتيجي في جنين”.
وأضافت أنّ “هذه العملية بالتأكيد لن تردع الجهاد الإسلامي وحماس، بل سيواصلون بكل قوة للسيطرة على الضفة”.
وباركت فصائل المقاومة الفلسطينية نصر جنين، مؤكدةً “فشل مخططات العدو وتكبّده خسائر فادحة”.