المقاومة جدوى مستمرة نحصد ثمارها

رانيا لصوي
4 دقيقة وقت القراءة
e769512

المقاومة جدوى مستمرةً ، وهذا ما تحققُ منْ وراءِ معركةِ طوفانِ الأقصى ، وكانَ الحصيدُ الأولُ لنصرِ المقاومةِ، الشعوبُ العربيةُ التي عادتْ إلى مربعها الصحيحِ ، تجاوزتْ خذلانَ سنواتٍ منْ الضعفِ والوهنِ ، بلْ أكثرُ منْ ذلكَ ، تجاوزتْ فكرةَ العدوِ الذي لا يهزمُ واستحالةَ ولادةِ من يقفُ في وجههِ ، لا سيما في ظلِ ضعفِ الأنظمةِ العربيةِ .

المقاومةُ جدوى مستمرةً وأولى بشائرها تجاوزَ الشارعِ العربيِ طائفيتهِ ، فصائليتهْ وتشويهُ وعيهِ على مدارِ سنواتٍ منْ العملِ الممنهجِ على تفتيتِ وعيهِ ، وحرفهُ عنْ البوصلةِ الأساسيةِ التي تسمى فلسطينُ . عادتْ فلسطينُ قضيةَ أحرارِ العالمِ الأولى

ليسَ هذا فحسب ، إنَ معركةَ طوفانِ الأقصى أعادت الاصطفاف ونقلتْ المواجهةُ في دولِ العالمِ الثالثِ إلى الواجهةِ ، أعادتْ الصراعَ بينَ الشرقِ والغربِ ، أعادتهُ طبقيا ، يجسدَ تآكلُ الإمبرياليةِ الرأسماليةِ التي باتتْ تأكلُ نفسها وتمارسُ عنجهيتها بوحشيةِ غيرُ مسبوقةٍ ، إذا أنها بدايةُ النهايةِ كما تنبأَ ماركسْ .

حالةَ الإيمانِ المطلقِ والثقةِ بفعلِ المقاومةِ ، وجدواها ، تجاوزتْ التشكيكَ والتقليلَ منْ الهممِ ، بلْ راكمتْ الفعلَ العسكريَ وكرستْ أنَ الكفاحَ المسلحَ هوَ الطريقُ إلى التحريرِ ، وهذا ما عملتْ أوسلو إلى شطبهِ وإلغائهِ منْ الميثاقِ الوطنيِ الفلسطينيِ ، وحاولتْ شطبهُ وإلغاءهُ منْ العقلِ العربيِ والفلسطينيِ ، إلا أنهُ اليومَ وبكثير منْ الإيمانِ والقناعةِ عادَ وأثبتَ أنهُ لا بديل عنْ القوةِ .

تشكل محورِ المقاومةِ بنجاحِ وسيستمرُ بالدخولِ إلى ذهنِ الأمةِ العربيةِ متجاوزا أيَ خلافٍ أوْ مصلحةٍ ، فنجدُ اليومَ الشارعَ العربيَ بكلِ أطيافهِ يطالبُ سماحةَ السيدْ حسنْ نصرْ اللهْ بالتدخلِ ومساعدةِ المقاومةِ في فلسطينَ ، وهوَ الردُ الفطريُ المطلوبُ منْ الشعبِ ، في حينِ أنَ دورَ محورِ المقاومةِ اتجاهُ غزةَ تجاوزَ الدعمِ ، بلْ أصبحَ الشريكُ والمكملُ . وعلينا أنْ نثقَ بهذا ونعيٍ تماما أننا في زمنٍ على الكيانِ الصهيونيِ أنْ يعدْ للعشرةِ قبل أن يفعل ، وليسَ نحنُ .

الحراكُ الشعبيُ في كلِ عواصمِ العالمِ أجمعَ على دعمِ المقاومةِ ، ورفضّ سياساتِ التطبيعِ ، الذي سيعيدُ العدوّ الصهيونيُ منْ جديدٍ إلى حالةِ العزلةِ الحقيقيةِ ، وتفعيلَ كلِ وسائلِ المقاطعةِ ورفضَ التطبيعُ ، للوصولِ إلى الضغطِ الحقيقيِ على الأنظمةِ العربيةِ منْ أجلِ التراجعِ عنْ اتفاقياتها المذلةِ معَ الكيانِ المحتلِ .

وقبلَ كلُ هذا والأهمَ ، خطابُ المقاومةِ الأوحدِ ، بشرى الفرحِ القادمِ ، كفى تنكيلٌ بأسرانا البواسلَ ، كلُ بيتِ أسيرٍ في فلسطينَ سيفرحُ ، وسنرى السجونَ بيضاءٌ عاجلاً أمْ آجلاً

ما لدى المقاومةِ منْ أسرى ورهائنَ يجعلُ منْ الحريةِ أمرا حتميا قادم لا محال ، يثأرَ إلى دماءِ الشيخِ خضرْ عدنانْ وإلى كلِ شهداءِ الحركةِ الأسيرةِ الذي عبدوا الطريقُ بالدماءِ ، لتحسنِ المقاومةِ الثأرُ

يا غزةُ الأبيةُ وأنتَ تسطرينَ ملاحم البطولةِ ، يكفينا السابعَ منْ أكتوبرَ الذي أعادَ تشكيلُ الوعيِ العربيِ والعالميِ ، وأعادَ القضيةَ الفلسطينيةَ إلى مكانها الصحيحِ بلْ ويزيدُ ، أصبحَ حلمُ العودةِ قريبا وقريبا جدا..

قدْ تطولُ المعركةُ ويستمرُ العدوانُ ، لذا ما علينا هوَ تنظيمُ الجهودِ وتحديدِ أهدافها منْ أجلِ المراكمةِ عليها وحصدَ النتائجَ ، لتكتمل صورةَ التحريرِ ، فنحنُ لسنا متضامنينَ معَ القضيةِ ، نحنُ أهلنا ، وهذا ما يحتاجُ إلى ترجمةٍ وتفعيلٍ على أرضِ الواقعِ .

لدينا الكثيرَ الكثيرِ مما يزرعُ الأملُ في طريقنا ، ستزهرُ دماءَ الشهداءِ . . .  ونضمدُ جراحنا ونقوى ، ونبقى على هذهِ الأرضِ لأننا نعيشُ معركةُ التحريرِ

شارك المقال
عضو في حزب الوحدة الشعبية ناشطة من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية مهتمه في قضايا المرأة رئيسة رابطة المراة الاردنية سابقا مدونه في الشان الفلسطيني والمراة

اكتشاف المزيد من نداء الوطن

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading