المقاومة جدوى مستمرةً ، وهذا ما تحققُ منْ وراءِ معركةِ طوفانِ الأقصى ، وكانَ الحصيدُ الأولُ لنصرِ المقاومةِ، الشعوبُ العربيةُ التي عادتْ إلى مربعها الصحيحِ ، تجاوزتْ خذلانَ سنواتٍ منْ الضعفِ والوهنِ ، بلْ أكثرُ منْ ذلكَ ، تجاوزتْ فكرةَ العدوِ الذي لا يهزمُ واستحالةَ ولادةِ من يقفُ في وجههِ ، لا سيما في ظلِ ضعفِ الأنظمةِ العربيةِ .
المقاومةُ جدوى مستمرةً وأولى بشائرها تجاوزَ الشارعِ العربيِ طائفيتهِ ، فصائليتهْ وتشويهُ وعيهِ على مدارِ سنواتٍ منْ العملِ الممنهجِ على تفتيتِ وعيهِ ، وحرفهُ عنْ البوصلةِ الأساسيةِ التي تسمى فلسطينُ . عادتْ فلسطينُ قضيةَ أحرارِ العالمِ الأولى
ليسَ هذا فحسب ، إنَ معركةَ طوفانِ الأقصى أعادت الاصطفاف ونقلتْ المواجهةُ في دولِ العالمِ الثالثِ إلى الواجهةِ ، أعادتْ الصراعَ بينَ الشرقِ والغربِ ، أعادتهُ طبقيا ، يجسدَ تآكلُ الإمبرياليةِ الرأسماليةِ التي باتتْ تأكلُ نفسها وتمارسُ عنجهيتها بوحشيةِ غيرُ مسبوقةٍ ، إذا أنها بدايةُ النهايةِ كما تنبأَ ماركسْ .
حالةَ الإيمانِ المطلقِ والثقةِ بفعلِ المقاومةِ ، وجدواها ، تجاوزتْ التشكيكَ والتقليلَ منْ الهممِ ، بلْ راكمتْ الفعلَ العسكريَ وكرستْ أنَ الكفاحَ المسلحَ هوَ الطريقُ إلى التحريرِ ، وهذا ما عملتْ أوسلو إلى شطبهِ وإلغائهِ منْ الميثاقِ الوطنيِ الفلسطينيِ ، وحاولتْ شطبهُ وإلغاءهُ منْ العقلِ العربيِ والفلسطينيِ ، إلا أنهُ اليومَ وبكثير منْ الإيمانِ والقناعةِ عادَ وأثبتَ أنهُ لا بديل عنْ القوةِ .
تشكل محورِ المقاومةِ بنجاحِ وسيستمرُ بالدخولِ إلى ذهنِ الأمةِ العربيةِ متجاوزا أيَ خلافٍ أوْ مصلحةٍ ، فنجدُ اليومَ الشارعَ العربيَ بكلِ أطيافهِ يطالبُ سماحةَ السيدْ حسنْ نصرْ اللهْ بالتدخلِ ومساعدةِ المقاومةِ في فلسطينَ ، وهوَ الردُ الفطريُ المطلوبُ منْ الشعبِ ، في حينِ أنَ دورَ محورِ المقاومةِ اتجاهُ غزةَ تجاوزَ الدعمِ ، بلْ أصبحَ الشريكُ والمكملُ . وعلينا أنْ نثقَ بهذا ونعيٍ تماما أننا في زمنٍ على الكيانِ الصهيونيِ أنْ يعدْ للعشرةِ قبل أن يفعل ، وليسَ نحنُ .
الحراكُ الشعبيُ في كلِ عواصمِ العالمِ أجمعَ على دعمِ المقاومةِ ، ورفضّ سياساتِ التطبيعِ ، الذي سيعيدُ العدوّ الصهيونيُ منْ جديدٍ إلى حالةِ العزلةِ الحقيقيةِ ، وتفعيلَ كلِ وسائلِ المقاطعةِ ورفضَ التطبيعُ ، للوصولِ إلى الضغطِ الحقيقيِ على الأنظمةِ العربيةِ منْ أجلِ التراجعِ عنْ اتفاقياتها المذلةِ معَ الكيانِ المحتلِ .
وقبلَ كلُ هذا والأهمَ ، خطابُ المقاومةِ الأوحدِ ، بشرى الفرحِ القادمِ ، كفى تنكيلٌ بأسرانا البواسلَ ، كلُ بيتِ أسيرٍ في فلسطينَ سيفرحُ ، وسنرى السجونَ بيضاءٌ عاجلاً أمْ آجلاً
ما لدى المقاومةِ منْ أسرى ورهائنَ يجعلُ منْ الحريةِ أمرا حتميا قادم لا محال ، يثأرَ إلى دماءِ الشيخِ خضرْ عدنانْ وإلى كلِ شهداءِ الحركةِ الأسيرةِ الذي عبدوا الطريقُ بالدماءِ ، لتحسنِ المقاومةِ الثأرُ
يا غزةُ الأبيةُ وأنتَ تسطرينَ ملاحم البطولةِ ، يكفينا السابعَ منْ أكتوبرَ الذي أعادَ تشكيلُ الوعيِ العربيِ والعالميِ ، وأعادَ القضيةَ الفلسطينيةَ إلى مكانها الصحيحِ بلْ ويزيدُ ، أصبحَ حلمُ العودةِ قريبا وقريبا جدا..
قدْ تطولُ المعركةُ ويستمرُ العدوانُ ، لذا ما علينا هوَ تنظيمُ الجهودِ وتحديدِ أهدافها منْ أجلِ المراكمةِ عليها وحصدَ النتائجَ ، لتكتمل صورةَ التحريرِ ، فنحنُ لسنا متضامنينَ معَ القضيةِ ، نحنُ أهلنا ، وهذا ما يحتاجُ إلى ترجمةٍ وتفعيلٍ على أرضِ الواقعِ .
لدينا الكثيرَ الكثيرِ مما يزرعُ الأملُ في طريقنا ، ستزهرُ دماءَ الشهداءِ . . . ونضمدُ جراحنا ونقوى ، ونبقى على هذهِ الأرضِ لأننا نعيشُ معركةُ التحريرِ